|
|
رمضان في بنغازي له مذاق خاص وطقوس شعبية متوارثة عبر الأجيال، من ذلك مثلا حمى التسوق في ميدان سوق الحوت، أو عند أسوار الفندق البلدي، وحديثا في محلات نزار والصابري. تسوق يتسم بما يعرف هنا بـ (التحشيش)، أي شراء ما يحتاجه المرء من مواد غذائية ومشروبات غازية ومعلبات العصائر وأرغفة خبز التنور والمخللات علي اختلافها، وشراء ما لا يحتاجه أبدا علي مائدة الإفطار أو حتى في السحور. وحذار أن تدخل في جدال مع شخص (أمحشش) من هذا النوع من المواطنين ، لذلك تجنبت في اليومين الأولين من هذا الشهر الكريم عدم ارتياد مثل هذه الأسواق المزدحمة عادة بعد صلاة العصر، وإلي حين آذان المغرب ، رغم رغبتي الملحة في تصوير وتوثيق مثل هذه الأسواق الموسمية. ففي شهر رمضان من السنة الماضية صورت أكبر قدر من المشاهد المعمارية العتيقة في بنغازي القديمة: سيدي أخريبيش – سيدي حسين – البركة – وفي الصابري ودكاكين حميد، وغير ذلك من مناطق شعبية هي الآن في طريقها العاجل إلي الزوال. بنغازي حملت عبر تاريخها الحديث عدة أسماء منها علي سبيل المثال لا الحصر: بنغازي المجاهدة – مدينة البيان الأول – مركز الإشعاع الثقافي في ليبيا (!!)، بينما نجد أن أهلها الأقحاح ومنذ أمد بعيد يسمونها رباية الذايح وما أكثر هؤلاء (الذوايح) في السنوات العشرين الأخيرة، والذين تحولوا بالزقاطة وانتهاز الفرص وتسلق الشعارات إلي سادة وسيدات، لهم كامل الشنة وعظيم الرنة.
الأقحاح والذوائح منهم علي حد سواء في هذه المدينة التي توصف في أيام ما بعد عيد الفطر بالمدينة الدايخة ، يغضون النظر عن السلامة العامة ، ويتجاهلون التقيد بإشارات المرور في غياب شرطي المرور، من ذلك مثلا أن العلامة في اللقطات التالية تقول صراحة : ممنوع الدخول !! أجل ممنوع الدخول . لكن .. علي من !! ؟
تجاوزات في غياب شرطي المرور
|
كراسي : أول مجلة لها
سبق الريادة باللغة العربية وفي جميغ لغات العالم
|