|
منظر عام
(1)
المسرح مفتوح ، الإضاءة خافتة نوعاً ما على الستارة الخلفية
توجد
بعض أجزاء
الكراسي معلقة مع وجود موسيقي خافتة تدعو للرتابة.
(2)
عندما
يحين
موعد بداية العرض ، يسود صمت تام مع سماع ضحكات فاقعة مجهولة الهوية ، تتوقف
الضحكات.
(3)
يشتعل كشافان للإضاءة من داخل الكواليس نحو خشبة المسرح مع
دخول
الكرسي الأول من الجهة اليمنى وبعده بلحظات يدخل الكرسي الثاني ويمكن إدخال
الكراسي للمسرح عن طريق ربطها بحبال أرضية تشد في أرجل الكراسي بين الكواليس
وتتيح
تحريك هذه الكراسي عن طريق ممثلين من الكواليس.
(4)
مـن خـلال أصـوات
خـارجية نسمع الحوار التالي مع تحريك الكراسي بواسطة الحبال بصورة بطيئة.
كرسي (1) : منظرك غريب لم أشاهدك هنا من قبل هل أنت جديد
هنا؟
كرسي
(2) : أنا جديد هنا فعلاً أحضروني بالأمس فقط.
كرسي
(1) : أنا
أقدم
كرسي هنا.
كرسي
(2) : تشرفنا.
كرسي (1) : أهلاً وسهلاً
كرسي (2) : منذ متي وأنت تقبع هنا ؟
كرسي
(1) : منذ متى !! ؟
لم أعد أتذكر بالتحديد ، بالعموم أنا هنا منذ
فترة
طويلة.
كرسي
(2) : كيف هو العمل هنا ؟
كرسي
(1) : غير مستقر ! أنت لا
تعرف
مصيرك ربما تجلس شهوراً طويلة دون عمل
يسكنك
الملل والغربة والغبار الذي لا
تجد
من يبعده عنك ، أحيانا ودون
مقدمات تسمع صوت ضجيج لا ينتهي ، عندها ستعرف أنك
عدت
لدائرة
الاهتمام وأنك ستعاني مجدداً من إنهاك يومي مزعج ، بالعموم
الصفوف الأمامية تحظى بتدليل خاص ، لـكنك لـم تـخبرني أين تم
وضعك في الأمام أم الخلف أم
في
الوسط .
كرسي
(2) : سمعتهم يقولون أني ساكون على خشبة المسرح.
كرسي (1) : حظك سئ يا عزيزي.
كرسي
(2) : لماذا ؟
كرسي
(1) : هؤلاء الممثلون
وكل
العاملين معهم هنا مخربون سيهتمون بك طوال
فتـرة الـعروض ثـم يـلقون بك في
مستودع أو مخزن ، قد تخرج منه أو
قد تقضى حيـاتـك بـه أو قـد تنتهي في صندوق
النفايات.
كرسي
(2) : المشكلة أني لا أملك حق الاعتذار عن أداء هذا الدور
.
كرسي
(1) : دعك من هذا ، إني أسمع أصواتهم قادمة ، عـد إلى مكانك قبل أن
يقذفوا بي وبك خارجاً.
تنسحب الكراسي وتنسحب معها الإضاءة إلى أن تختفي مع
ظهور
بعض الأصوات
ممثل (1) :
( صوت خارجي )
هل أنت
مستعد ؟
ممثل (2) : العرض يبدأ بعد قليل .
تتداخل الأصوات بينما تركز إضاءة على الخلفية مع
مؤثر
مناسب يحدث معه الإظلام إظلام للوحة الثانية
نفس الإضاءة
السابقة الخارجية من الكواليس ممثل (1) وممثل (2) يمتطيان كراسي
ويخرجان من الكواليس ببط ء شديد يتحركان به طوال الحوار.
ممثل (1) : كان
يجب
أن يكون كرسياً واحداً.
ممثل
(2) : فعلاً العملية لا تحتمل.
ممثل (1) : المكان لا يتسع إلا لي وحدي ، ما الذي جاء بك وبهذا الكرسي الغبي
إلي
هنا ؟
ممثل
:(2)
لا تطاردني
بالشتائم منذ اللقاء الأول لنا.
ممثل
(1) : قلت لك المكان لا يتسع
لكرسي أخر .. من أحضرك إلى هنا ؟
ممثل
(2) : كنت سأطرح عليك نفس السؤال.
ممثل
: (1)
أنا أقدم
منك هنا .
ممثل
(2) : من الذي يثبت فعل الأقدامية الذي تدعيه
.
ممثل
(1) :
(بغرور )
أنـا .
ممثل
(2) :
( باستهجان )
أنــت
!!
ممثل
(1) : هل تسخر مني يا هذا الشيء الذي لا ملامح له يــا
...
ممثل
(2) :
( مقاطعاً )
عدنا للسخرية والشتائم أنت لا تحسن أدب الحوار
.
ممثل (1) : ومن أنت حتى يكون بيني وبينك مغنطة حوارية.
أثناء
الحـوارات الأخـيرة يـنهض الـممثلان ، يـتجهان صـوب بعضهما يقتربان يقيسان
المسافة
أكثر
من مرة ثم يرتطمان ، يلتصقان ، يحاولان التـخـلص من بعضهما ، يتجمدان
تماماًً . فيما يدور خلال ذلك الحوار التالي بين الكراسي.
كرسي (1) : لماذا بختلفان ؟
كرسي
(2) : لا أعلم أنت أقدم مني هنا ولاشك أنك تعرف أكثر
.
كرسي
(1) : منذ بداية البروفات وهم يمارسون هذه اللعبة.
كرسي
(2) : لكن لكل
شخص
منهما كرسي خاص به.
كرسي
(1) : دعنا نهرب منهما
كرسي (2) : هل تعتقد أن
هذا حل مناسب .
كرسي (1) : دعنا نحاول لن نخسر شيئاً .
تنسحب الكراسي
للخارج مع مؤثر مناسب تركز خلاله الإضاءة على الممثلين اللذان يتحركان ببطء
ثم
تزداد درجة سرعتهما يبحثان عن الكراسي يخرج أحدهما للكواليس يحضر الكرسي
الأول يجلس
عليه
باسترخاء وهو منهك بينما يستمر الأخر في البحث يقترب من الممثل الأخر يقيس
المسافة إلى الكواليس يخرج يحضر كرسيه ويقلد وضع الممثل الأخر تستمر حركة
تقليد
الحركات بينهما مدة مع مؤثر مناسب ينسحب تدريجياً .
ممثل (1) : كدنا نفقد
الكراسي بفعل تصرفك الأبله.
ممثل (2) : تصرفي !
ممثل (1) : نعم تصرفك الأبله
هذا
كاد أن يجعلنا دون كراسي كان يجب أن تنسحب
ممثل
(2) : أحذرك من استمرار
الشتائم فتصرفك كان مماثل لتصرفي .
يقتربان أكثر من منتصف المسرح
ممثل (1) : حـسناً لنمارس فعل الضبط مع النفس ونقترب أكثر
ربما تصبح الرؤية
أكثر
وضوحًا .
ممثل (2) : فكرة صائبة أو لعلها تكون كذلك.
يتم تغيير
طريقة جلوسهما على الكراسي بحيث يصبح ظهر كل منهما للآخر
ممثل (1) : هل تعلم
إني
أشك فيك وفي هذا الكرسي اللعين الذي تتعلق به.
ممثل (2) : حتى أنا يراودني
نفس
شعورك.
ممثل (1) : تردد معنى كلامي ألا تملك حرية التصرف.
ممثل (2) : قد
ينطبق ذلك عليك إني لا أجد بك شيئاً مميزاً.
يلتصقان
تماماً بظهور
الكراسي يخرجان عن الكراسي ينظران إليها من جميع الجهات
.
ممثل (1) : يبدو
أننا
أمام خيار اللعبة .
ممثل (2) : لعبة الكراسي الموسيقية .
ممثل (1) : إحذر
إني
خير من يمارس اللعبة .
ممثل (2) :
( ضاحكا ً)
دعنا نرى .. هل نبدأ اللعبة
.
ممثل (1) : لنبدأ .
تبدأ اللعبة مع صوت مؤثر خافت يستمر حتى
نهاية اللعبة دون توقف
ممثل (1) : كان يجب أن نمارس اللعبة بكرسي.
ممثل
(2) : من قال ذلك ؟
ممثل
(1) : قوانين اللعبة تقول ذلك ؟
ممثل
(2) : وهل
سمعت
اللعبة وهى تقول ذلك ؟
ممثل
(1) : هل تملك بلاهة حقيقة حتى تتكلم بهذا المنطق
بالعموم اللعبة تمارس
هكذا مـنـذ زمـن طـويـل.
ممثل
(2) : لا يهم دعنا نمارس
لعبتنا الخاصة بنا.
ممثل
(1) : لكن اللعبة ستفقد جمالها سنجلس الاثنان في نهاية
المطاف فلماذا نلعب
أذن ؟
ممثل
(2) : تلك جمالية خاصة.
ممثل
(1) : ولكننا لن
نعرف
من الفائز.
ممثل
(2) : ولماذا يجب أن يكون هنالك فائز لعبة الفوز والخسارة
غير
مهمة بالنسبة
لنا
.
ممثل
(1) : إذن على ماذا نختلف.
ممثل
(2) : على من سيجلس
على
الكراسي .
ممثل
(1) : لكل منا كرسي خاص به فلماذا نختلف لماذا لا يجلس كل
منا
على
كرسيه وينتهي الموضوع.
ممثل
(2) : أنت طلبت ذلك ، قلت أن المكان لا يتسع
إلا
لكرسي واحد.
ممثل
(1) : لكنه الآن أصبح يتسع لنا.
ممثل
(2) : واللعبة
.
ممثل
(1) : لن نمارسها .
ممثل
(2) : حسناً مادمت قد طلبت .. خد هذا الكرسي لا
أريده ، لقد كنت أريد أن العب
معك وهاأنت ترفض اللعب !!
( يخرج من المسرح
(
.
ممثل
(1) يصعد على الكرسي يضع قدميه عليهما ويبدأ في السير بهما حتى يخرج
من المسرح.
ـــــــــــــ
إظلام
ـــــــــــــ
ااا
أضغط هنا للإنتقال للوحة الثالثة
ااا
|
