|
العدد
العاشر |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
|
لعبة كراسي |
|
|
من باب الأمانة مع هذا النوع من النصوص المسرحية نجد أنفسنا مدفوعين لكتابة مقدمات نشرح فيها فكرة النص وتكوينه وفي النصوص التقليدية نجد المؤلف يركز على وصف الزمان والمكان والشخصيات ولكننا في هذه النصوص نحاول جاهدين شرح الفكرة ومكوناتها لكي يصبح لدى طاقم العمل المسرحي الذي سيعمل بها فكرة عن طريقة التنفيذ ، ونظراً لأن هذا النوع من المسرحيات هو مسرح حركة أكثر منه مسرح كلمة ، فالكلمة هنا تتبع الحركة وتسير خلفا عكس ما يحدث في المسرح التقليدي عندما تسيطر الكلمة والفكرة على روح وشكل العمل . عندما كنت طفلاً مارست لعبة الكراسي الموسيقية وأعتقد أني مارستها شاباً ولكنها لم تترك في نفسي إلا ملامح المتعة من ممارستها لكني عندما شاهدتها قبل كتابة هذا النص وجدت بها شكلاً مسرحياً جميلاً يمكن استغلاله بصورة إبداعية وخصوصاً في منهج المسرح التجريبي الذي أعتقد أني قد تخصصت في الكتابة به وله ، وزاد من تمسكي بصيغة هذا المسرح مشاركتي في تمثيل المملكة في أكثر من دورة من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ووجدت من خلال تجربتي مع هذا المسرح أن هذا المسرح يعتمد على الشكل بالدرجة الاولى ثم وجود نصوص غير تقليدية تساعد العاملين بهذا المسرح على تحريك مكامن الإبداع لديهم وخصوصاً المخرج والممثل والسنوغراف من أجل ذلك شدتني هذه اللعبة وتصورت أن المخرج والممثل والسنوغراف سيجذبها جوا خلاباً يبدع من خلاله ويقدم شكلاً تجريبياً له جماليته . مداخلة أولي للوهلة الاولى وقبل أن اكتب النص سألت أحد الأصدقاء عن معنى الكرسي لديه فقال : الكرسي دوار- كنت قد سمعت هذه المقولة كثيراً وترسخت في ذهني حول كرسي المنصب لكني عندما فكرت قليلاً وجدت أن جميع الكراسي دواره ، كرسي الطالب وكرسي المقهى وكراسي صالات الانتظار والمسارح والموظفين جميعها تمارس فعل الدوران هذا ومن خلال ذلك سنجد أن جميع الكراسي دواره ولا يستثنى منها كرسي دون أخر. مداخلة ثانية عدت للعبة الكراسي الموسيقية وهى لعبة تمارس من قبيل الترفيه في أكثر التجمعات وتعتمد اللعبة على وجود مجموعة من الكراسي ومجموعة من الأشخاص ودوماً يقل عدد الكراسي عن عدد الأشخاص وفي كل مرة يخرج أحد اللاعبين وفي نهاية اللعبة يبقي كرسي واحد ولاعب واحد يعتبر هو الفائز ولا يحظى هذا اللاعب الفائز بأي امتيازات نظير فوزه بل أن اللعبة تنتهي ، بمجرد فوز اللاعب . مداخلة ثالثة
-
لماذا تمارس الكراسي لعبة الدوران ؟
حاولت من خلال ذلك التفكير لماذا يحدث لنا تغيير في سلوكنا التفكير في تكوين ربط بين لعبة الكراسي كشكل مسرحي جميل وبين نص يمتزج بهذه اللعبة ويجعلها صالحة لاستخدامها مسرحياً .. النص بالعموم إنساني الملامح يركز على استخدام شكل لعبة الكراسي الموسيقية مع التفكير في تعامل البشر مع الكراسي وتعامل الكراسي مع البشر ومحاولة تحويل هذه الكراسي إلى كائنات حيه تحس وتتألم وترتاح وتقلق وتخاف لو حدث ذلك كيف سنتعامل مع هذه الكراسي هل ستختلف نظرتنا للكرسي ولطريقة التعامل معه!! مداخلة أخيرة عندما كتبت مسرحيتي الأولي : يا رايح الوادي - استخدمت شكل المسرح الملحمي ثم في مسرحيتي الأخرى ( النبع ( خلطت بين الملحمية ومسرح القسوة ومسرح الحكواتي بعد ذلك وفي مسرحيات : البابور - وأنا مسرور يا قلعة – والفنار – والبروفة الأخيرة - كان للتجريب وللشكل التجريبي دور كبير في تكوين هذه الأعمال أما مسرحيتي الأخيرة : رحلة ما قبل المئة - والتي حاولت فيها تجسيد حياة البؤس والجوع والخوف التي كانت تعيشها بلادنا الغالية قبل التوحيد فقد استخدمت تكثيف اللغة وتركت للمخرج حرية إبداع شكله من خلالها. وفي هذه المسرحية استخدمت ملامح فقط من تكنيك المسرح العبثي ولكنى لم أحصر نفسي خلاله بل حاولت أن أترك للمخرج والسنوغراف حرية الانطلاق من قاعدة التصورات الإخراية المكتوبة للوصول إلى مسرح له ملامح التجريب الإبداعي .
ولمعرفتي بأن هذا العمل سينفذ من خلال ورشة مسرحية فإني حرصت على ترك مساحات طيبة للحركة ولعمل السنوغراف واكتفيت بذكر ملامح لتصوراتي ، مع يقيني بأن استخدامات جسد الممثل والسنوغرافيا واستغلال مساحات النص وخشبة المسرح ستساهم في تكوين جماليات حركية على خشبة المسرح قد تكون كافية لإلغاء بعض الحوارات والاكتفاء بالإيحاء عنها وذلك أمر أترك تقريره لورشة العمل التى ستنفذ هذا النص.
للإطلاع علي النص الكامل |
|
|