كتــــــــاب |
(1) |
في الحادي والعشرين من شهر نوفمبر عام 1935 ولدت حمامتنا البرية ( نهاد حداد ) ولدت ونشأت في بيئة توصف بالفقيرة ، وفي مدرسة الإناث الأولي الرسمية نالت حظا متواضعا من التعليم وفي هذه المدرسة أيضا التي كان يزورها بمحض الصدفة الموسيقي ( محمد فليفل ) لفتت سمعه إلي صوتها الاستثنائي الصوت المكون من طبقة رجع الريح وتغريد عصافير البراري. حليم الرومي من جهته وجد لها في الإذاعة وظيفة صغيرة كفتاة ( كورس ) وسماها فيروز من دون أن يعلم سلفا مدي وقع تأثير هذا الاسم في نفوسنا ، بل تمادي في الاقتراب منها ولحن لها بعض الألحان ، وقدمها في وقت لاحق إلي عاصي الرحباني كصوت يناسب الأغاني الخفيفة . وبحكم طبيعة اللقاءات المتكررة بينها وبين عاصي حدث ما يحمد عقباه وتم - الزواج - الذي كلل بمولد زياد ثم هلي ومن بعدهما ليال . فيروز – التي نعرفها جميعا تميزت بكل ما تحتويه كلمة التميز من شكل ومضمون ، تميزت في شعر الرحبانية وموسيقاهم الشفافة المتوغلة بعيدا في بساطة الألحان ورشاقة التوزيع . غنت حمامتنا للحب كما غنت للفرح والأحزان ، غنت راجعون وزهرة المدائن لفلسطين وغنت لضوء الشمس المنسكب من جهة الشرق علي الأرض المزروعة ، وفي مجد قمتها ( وهي القمة التي لا نقبل عنها بديلا حتى الآن ) تسللت فيروز إلي فن السينما الذي راق لها كثيرا وهي التي سبق لها التخلص من عقدة المثول أمام كاميرات التلفزيون علي يد نخبة من رواده من أمثال : أنطوان ريمي . في السينما أطلت علينا من خلال : سفر برلك وأبنة الحارس و بياع الخواتم ، وهنا أعتبرها فيلسوف السينما العربية ومبدعها القدير المخرج الفنان : يوسف شاهين ، واحدة من كبيرات ممثلات العرب ، كما أشاد بأدائها المخرج هنري بركات ، وكان من الممكن لفيروزنا أن تستمر في الشوط السينمائي إلي منتاه لولا انصرافها بالكامل للأعمال المسرحية والأغاني العظيمة التي وقفت دون فيروز الممثلة السينمائية المريحة للبصر والسمع معا .
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور هذه
الصفحات إلا بإذن كتابي من المؤلف فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة
بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
|
|
مواقع أخري جديرة
بالتصفح |
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |