|
(4)
سافرت في كل أرجاء الدنيا ، وعندما تحط طائرتها معلنة عن سلامة الوصول ، والحالة الجوية في الخارج ، وما إلي ذلك من تعليمات مثل عدم فك الأحزمة ومغادرة المقاعد إلي أن تتوقف الطائرة نهائيا كما هو متعارف عليه في جميع الرحلات الجوية الداخلية منها والخارجية علي حد سواء . تلملم – حمامتنا – ريشها المبعثر علي المقعد المجاور للسحاب وتجمع ذهنها الشارد عن المسافرين، وتتجه من الطائرة مباشرة إلي عش مؤقت في أحد الفنادق الفخمة ، وهناك وخوفا من مرض طارئ تحبس نفسها وحيدة متفكرة فيما يحدث وما سيحدث مما قد يتسبب في توقفها أو توقف فرقتها الموسيقية عن العمل ، في حين يخرج الآخرون من دونها في نزهات راجلة في الأنحاء القريبة في محاولة منهم لاستطلاع المعالم المحيطة بالفندق وقد يبتعدون أكثر فأكثر للتعرف علي معالم هذه المدينة وأحيانا يجرهم حب الاستطلاع بالسؤال عن الأماكن السياحية ، أما نساء الفرقة الجميلات فيتحجرن أمام واجهات المحلات التجارية التي تعرض أحدث خطوط الموضة وأدوات الزينة ولأن مخزون الجيب عندهن لا يعول عليه كثيرا مقارنة بارتفاع الأسعار ، يكتفين بالفرجة ، والفرجة – بحد ذاتها - كما يقال تطيل العمر .في مدينة عمان – الأردنية - علي سبيل الذكر لا الحصر ، عاشت تجربة السجن الاختياري بمحض رغبتها ولعلي بها ( كمسافر لا يطيق البقاء في الفنادق ) تحس – فيروز - وتشعر كإنسانة بهاتيك المشاعر العابرة التي تراودنا كمسافرين خارج الوطن برغبة طاغية للتجول في الشوارع وببعض التسوق وإلي ما هنالك من تصرفات صغيرة لا تخفي علي أحد ، غير أن مثل هذه التطلعات التي تغزو خاطرها وتبقي مؤجلة أبدا في سفرياتها العديدة ، لأن عقلها وشاغلها الشاغل ، يفكر بالمسرح وستارته وأضوائه ، وما يدور فوقه من تجهيزات ، وهي التي تعلم قبل غيرها مدي إقبال الجماهير الرفيعة علي حفلاتها ، هنا .. وهنا فقط تفضل البقاء في غرفتها وتتذكر .. تتذكر الفرح الذي لا يدانيه فرح آخر .. فرح لا تعادله أية سياحة من أي نوع كان. ويومها .. في ذلك المساء
الأردني البهيج وقفت فيروز أمام بحر كبير ، بحر من البشر لتغني وكأنها مسافرة
من حوريات الأساطير ، تمتطي صهوة الريح . |
|
|
|
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح
بنقل أي جزء من نصوص وصور هذه الصفحات إلا بإذن كتابي من
المؤلف فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو
التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
|
|
مواقع أخري
جديرة بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |