|
(20) راجح يذرع الضيعة وحيدا إلي أن يلتقي بريما ( فيروز ) ويسألها هي الأخرى عن المختار فتسأله بدورها عن نفسه وماذا يريد من المختار ، وفي بساطة متناهية يقول لها أن أسمه راجح فلا تصدق ما سمعت وتقول أنت راجح حقا ، فيطلعها علي هويته الشخصية ، أجل الصورة صورته والاسم راجح كفوري مولود ومقيم في ضيعة السنديانة العتيقة . تتطلع ريما مجددا إلي راجح وإلي صورته في الهوية وتسأله متي يرغب في مقابلة المختار فيجيبها راجح متي شاء المختار وفي أي وقت يشاء .
ينقلب المختار الجسور إلي عصفور مذعور عندما تخبره ريما بأن راجح الأكذوبة قد صار حقيقة وأنه إنسان مثلنا علي عكس ما تصورناه إرهابيا يفتك بالأبرياء ، فيقول لها المختار وقد عضه الندم من أين طلع لي راجح هذا هل خرج من رحم الحكاية ؟ أم من جوف الأكذوبة ؟ ولماذا ظهر الآن تحديدا و في زمن احتفالاتنا المقدسة بتوديع أيام العزوبية.. ولماذا .. ولماذا . وبرغم هذه التطورات غير المتوقعة تشتغل الضيعة بالغناء والإيقاعات الراقصة غير أن ذلك لا يدوم طويلا كما تشتهي حناجر الشباب وأرداف الصبايا فبمجرد وصول شخص غريب يخيم علي الساهرين صمت مشوب بالخوف والدهشة معا ، صوت واحد وسط هذا الوجوم العميق .. صوت ريما يقول : يا خالي هذا راجح . فيتجمع حوله الأهالي غير مصدقين ، فيلتقطه المختار من بينهم ويأخذه جانبا ويسأله بصوت خافت : هل ولدت مثلنا من أبوين كسائر الناس ؟ ثم يكرر السؤال بصيغة أخري : من أين جئت وكيف ؟ أ أنت ظاهرة خارقة أما ماذا ؟ . يسأله راجح ماذا جري لعقلك أيها المختار ..أنا إنسان كسائر الناس ولي من الأولاد ثلاثة وفوق كل ذلك أنا راجح أنا بياع الخواتم أشهر من أن تتجاهلني قريتكم هذه . جئت إليكم حين علمت أنكم تحتفلون هذه الأيام بأعياد موسم الخطبة ، جئت إليكم أحمل هدايا السرور كبائع للفرح كي أزين أصابع الصبايا بخواتم المحبة . وبذكاء عُرف عن مختار ضيعة - صوت الريح - ينتهز تداعي الأحداث ويوظفها لصالحه وعلي الفور يعتلي منضدة خالية تقف وحيدة علي جانب ليس ببعيد عن ساحة الرقص ويعلن للجميع أن راجح هذا غير راجح الشرير الذي ابتلعته الأحراش البعيدة إلي غير رجعة بينما ضيفنا هذا هو راجح الطيب الوديع ابن ضيعة السنديانة العتيقة . وبدلا من أن يقوم راجح ببيع الحلي والخواتم يقدمها للجميع
كهدايا إكراما لعيني ريما التي يطلبها من خالها خطيبة لأبنه مسعود وتوافق
ريما في الحال علي اعتبار أنها وخالها قد اخترعا هذه الكذبة . ومرة أخري يشرح
المختار لأهالي الضيعة كم هو يحبهم وكم يفكر فيهم وفي مصالحهم ، ومرة أخري
يستشهد بريما عما حدث .
(21) الباب في أغنية فيروز |
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور هذه الصفحات إلا بإذن كتابي من المؤلف فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية . |
|
مواقع أخري جديرة بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |