|
(19) ولكي نربط الأحداث السابقة باللاحقة ، نذكركم بأن ريما ( فيروز ) في فيلم بياع الخواتم بدأ يساورها الإحباط فيما قاله المختار ( نصري شمس الدين ) حول راجح وكيف خلقه من ذاكرته الوجلة في محاولة خادعة كي يظل مسيطرا ومهيمنا علي مقدرات أهالي الضيعة أطول فترة ممكنة في موقع المختارية ، غير أن ثمة من يكتشف هذه الأكذوبة ويوظفها لصالح أغراضه الخبيثة ، عيد ( ايلي شويري ) وفضلو ( جوزف ناصيف ) يسمعان خلسة الحوار الدائر بين ريما وخالها المختار حول راجح وينتهزان الفرصة ويقومان في الخفاء بالتخريب والسرقة ، بل أدي بهما الأمر إلي وضع قائمة بالمستهدفين من أهل الضيعة ، أولهم وأهمهم في تقديرهما يكون المختار نفسه . والمختار كرمز للسلطة كما هو وراد في أحداث فيلم : بياع الخواتم ، تنقلب عليه كذبته وبالا شديدا لا يعرف كيف يصلحها ، فكل كذبة تصدر عن المختارية تصبح بوسائل الترويج والقيل والقال مضافا إليها ملتقيات السمر إلي حقيقة واقعة لا مفر منها فقد تحولت الضيعة الآمنة بين ليلة وضحاها إثر ذلك إلي قرية مرعوبة عاث فيها الفساد وطال الدمار البنية التحية لاقتصادياتها وتصحرت أراضيها الزراعية وأصيبت عصافيرها المغردة بداء فقر الدم ، وفي هذا المناخ المأساوي صارت كل سرقة أو جريمة تحدث تنسب بيسر إلي راجح ، وماذا في مقدور المختار أن يصنع وشاويشه والدورية المدججة بالسلاح عاجزة عن أي فعل إيجابي ، وعيد توديع العزوبية علي الأبواب.
وعلي نحو غير متوقع يظهر من بين الأحراش رجل غريب يؤنس نفسه علي إيقاع خطواته الثقيلة بأهزوجة رتيبة عن غربة المسافرين ووحشة الطريق ونلمحه في لقطة واسعة يحمل علي كتفه كيسا كبيرا وعندما يقترب من الكاميرا تتضح لنا ملامحه الجبلية علي وجه جاد غير حليق ، وبمجرد دخوله للقرية يسأل أول من يأتي في طريقه عن المختار وكان سؤاله هذا يقابل في كل مرة بالصمت والريبة وبهروب الناس منه ، ويتساءل راجح بينه وبين نفسه ماذا أصاب هذه القرية ؟
(20) راجح الطيب |
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور هذه الصفحات إلا بإذن كتابي من المؤلف فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية . |
|
مواقع أخري جديرة بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |