|
(17) صديق فيروزي - إذا جاز التعبير - التقيت بهذا الصديق بمحض الصدفة علي سلالم مبني جمعية الدعوة الإسلامية في بنغازي وكنت لحظتها متجها للدور الخامس لأسباب تتعلق بتجديد اشتراكي في شبكة الإنترنت بينما هذا الصديق يغادر المبني ، تعلق بذراعي وبادرني بالقول : أتابع مقالاتك الرشيقة حول سيدتنا فيروز أتباعها بحرص وإعجاب ولكنني مشفق عليك !! كيف ستنهي هذه الدارسة القيمة ؟ ولما أجبته بابتسامة طوق خصري بذراعه ودعاني إلي فنجان قهوة في كافتيريا حالمة بالدور الأول ، وهناك لم يبتعد الحديث بيننا عن فيروز والرحبانة وحين جاء ذكر نزار قباني في سياق الكلام أحسست بنشوة عارمة وقلت له : نزار هو اليوم ضيف في بيت أبنتي فيروز . نزار الذي عرفته في عام 1959 وابنتي فيروز التي رزقت بها سنة 1967 قد أنجبت اليوم مولدا أسمته نزار . فقال بما معناه : يا بختك نزار وفيروز في بيت واحد ، فيما عرجت هذه الدردشة بيننا علي سيدة المسرح نضال الأشقر والقاصة الفنانة غادة السمان .
وعن سر هذا الحضور الباهر للمرأة العربية في مجالات إبداعية شتي ثم عاد ليستدرجني من جديد حول سيرة الحمامة فيروز وماذا أعد في الحلقات القادمة ضمن هذا الاتجاه ؟ هنا أعلنت له أن مجمل الحلقات السابقة لا تمثل إلا الفصل الأول بينما الفصول التالية - ولم أخبره عن عددها - سوف تحتوي الصور النادرة لفيروز وهي ما تزال في العاشرة من عمرها وصور أخري للعبقري زيادة في مطلع طفولته، ناهيكم عن صور أغلفة التسجيلات وحفلاتها الموسيقية في أنحاء عديدة من هذا العالم . وقبل أن نفترق قلت له :
ففي عام 1957 زار لبنان شاه إيران وأراد كميل شمعون أن يحتفي بضيفه الكبير وهنا قفزت إلي خاطره الرئاسي فكرة مفادها أن يقيم لضيفه الفارسي المرموق حفل عشاء موسيقي يليق به في القصر الجمهوري بالقنطاري ، وعلي الفور صدرت التعليمات للإتصال بالاخوين رحباني كي تغني فيروز في هذا الحفل المخملي ، فأخبرهم عاصي بثقة إن فيروز لا تغني في البيوت حتى لو كان هذا البيت القصر الجمهوري . أما في عام 1976 وكانت المناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربي في القاهرة ، رأي الرئيس اللبناني اليأس سركس أن ينتهز فرصة وجود فيروز في العاصمة المصرية أثناء تقديمها لبعض الحفلات المتفق عليها سلفا بأن يقيم للزعماء العرب حفل لبناني متميز تحضره فيروز وبالفعل تم الاتفاق علي ذلك في مسرح الأندلس وهو من المسارح الصيفية المفتوحة علي السماء . وعلي نحو لم يكن في الحسبان عند فيروز وعاصي ، أصدر
الرئيس السادات أوامره العاجلة للانتقال بالضيوف وفيروز معا إلي قاعة مغلقة
بفندق هيلتون لأسباب قيل أنها أمنية بحتة
، فثارت ثائرة عاصي وغضبت فيروز وقال
عاصي مثل هذه الأوامر تعطي للعسكر وليس لأهل الفن من وزن وقيمة فيروز
، وبسرعة
جاءت السيارات الفخمة لتنقل الملوك والرؤساء العرب إلي هناك ، وغابت فيروز .
(18) الأكذوبة والعدو الوهمي |
|
|
|
|
|
{ |
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع
الحقوق
محفوظة
ولا
يسمح
بنقل
أي
جزء
من
نصوص
وصور
هذه
الصفحات
إلا
بإذن
كتابي
من
المؤلف
فيما
عدا
حالات
الاقتباس
القصيرة
بغرض
النقد
أو
التحليل
وفقا
للقواعد
التي
تفرضها
الأصول
العلمية
.
|
|
مواقع
أخري
جديرة
بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |