|
(11) خليك لا تروح مشتاقة ليك
تتولاه حمامة وتعلمه كيف يكون الهديل في كلامها اليومي المعتاد ، نجدها تمتلئ بالصمت ، والكلام عندها مرتبط بفنها ، فإذا كنا نحن الفيروزيون نسمعها بمحبة ووجد ، فأي نوع من الأغاني تفضل فيروز وتمضي وقتها في الاستماع إليها ؟ وجواب علي ذلك صرحت قائلة : إن النوع الذي سمعته وتعلقت به وهو أمر نادر في الغالب لا أمل من سماعه مرارا وتكرارا ، مع هذا النوع ( والكلام لفيروز ) لا أرد إذا رن جرس الهاتف وأنا أسمعه ، بل لا أفتح الباب للطارق من هنا نجد أنها تحب الاستماع إلي الأغاني في وقت لا تتوقع خلاله زيارة أحد ، يستثني من ذلك - أبنها زياد – الذي ( يسقط ) عليها فجأة وفق مزاجه السريالي ومن دون مواعيد مسبقة ، وهو يفعل ذلك عندما ينفض مجلسه الخاص في أواخر المساءات الجبلية الباردة ليحيطها كعاصفة متوحشة شديدة الضجيج والحركة ، ويقطع عليها خلوتها وتواصلها مع أغانيها وموسيقاها المفضلة ، يجري عدة اتصالات هاتفية قصيرة مع غازي ومع سالي ومع طلال ، يجلس إلي البيانو ويعزف مقدمة أغنية ( أنا فزعانة ) ، يقف ويلتقط سترته الجلدية ويلقي بها علي كتفه الأيسر ، يقبل جبين فيروز ويخطرها بتوقيت موعد ( بروفات ) يوم الغد لأغنية ( صبحي الجيز ) وهي الأغنية التي تتحدث عن رفيق لزياد رحباني بهذا الاسم ، الرفيق الذي يقول عنه بأنه تركه علي الأرض وراح . تبتسم له فيروز ، يستدير حول نفسه ويهم بمغادرة المكان ، فتتعلق به وترجوه قائلة : |
خليك بالبيت هلق جيت |
فيروز ليست عنيدة كما يقال ، وهي تفكر كثيرا وثقتها بالآخرين قليلة وهي تعمل ما تري أنها مقتنعة به ، والمرأة العنيدة في فيروز وفي غيرها من بنات جنسها نحبذها إذا اتسم هذا العناد عن سبب وليس لمجرد العناد . ومثلما يقال: أنها عنيدة ، يقال عنها بأنها مترددة ، فترد علي ذلك بأن مشوار حياتها كان صعبا ، مما يضطرها للتفكير كثيرا قبل أن تخطو خطوتها الأولي مع أية أغنية جديدة تقدم لها ، وضمن ما قيل أيضا أن ابتسامتها مكبوتة . هم يقولون ذلك ولا يعلمون أنها طوال حياتها الفنية المديدة قد وضعت فيما يعرف بحبس الرسميات ، كقولهم : عيب ما تعملي هيك ، وهيك ما بيسوي ، لهذا كله وغيره صادروا ابتسامتها ، رغم أنها في حقيقة أمرها دائمة الفرح والابتسام حينما يكون الموقف جدير بهذه الابتسامة أو ذاك الفرح . وإذا كنا ما نزال بصدد رصد
ما قيل لها أو ما يقال عنها بأنها صاحبة إرادة صلبة نجدها تتصدي لذلك بقولها
لا أستطيع أن أحقق فنا قويا علي إرادة ضعيفة ، ما قولك ( تسألها صحفية شابة )
عن أن فنك شحيح ؟ فتجيبها فيروز إذا كان المقصود بالشح ( الطلة ) في حفلات
متتالية ومتقاربة ، هذا صحيح ، والصحيح أني لم أكن شحيحة منذ أن بدأت أغني . |
(12) تحرير المحبين من الرتابة |
|
|
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع
الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل
أي جزء من نصوص وصور هذه
الصفحات إلا بإذن كتابي من
المؤلف فيما عدا حالات
الاقتباس القصيرة بغرض النقد
أو التحليل وفقا للقواعد التي
تفرضها الأصول العلمية .
|
|
مواقع أخري جديرة بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |