تحقيق وتصوير
فتحي العريبي
|
|
فيما كنت متوجها ذات صباح إلي مقر ( بيت الشعر ) في منطقة باب سويقة ، كان لابد لي وكما تقتضي هذه المغامرة أن أسلك طريقي سيرا علي الأقدام من خلال شارع الحبيب أبورقيبة ، وفي نهاية هذا الشارع لمحت يمامة تقف علي رأس تمثال العلامة الشهير : ابن خلدون . فلم أتأخر في تصويرها .
وتذكرت
علي الفور التعبير الشهير : ( كأنّما على رؤوسهم الطير ) ذلك
التعبير الذي يراد به أنّهم يسكنون فلا يتحركون ،
ويَغضّون أبصارهم ، والطير من سلوكه لا يقع إلاّ
على ساكن.
|
وحينما اقتربت من هذا التمثال المهيب والوقوف في مواجهته فرت اليمامة هاربة وغابت بعيدا في جو السماء ما يمسكها إلا الله ، فتحول اهتمامي إلي فعل تصوير التمثال من عدة زوايا ومن مختلف الجهات التي تسمح بالتقاط الصور بشكل جيد ومريح . ولكي تأخذ هذه المغامرة منحي ثقافي عميق ، أمضيت مساء هذا اليوم بمقهى الإنترنت الذي ليس ببعيد عن فندقي : ( صلاميو ) في نهج اليونان ، بحثا عن كل من يتصل بالعلامة الكبير ابن خلدون .. وفيما يلي حصيلة هذا البحث مرفقا بروابطه الإلكترونية التي تفضي بدورها إلي المزيد من المعلومات حول ابن خلدون .
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو واحد من أعظم المفكّرين المسلمين ، ولد
بتونس سنة 1332 م الموافق
لسنة 732 هـ وتوفي بمصر سنة 1406 م
الموافق لسنة 808 هـ.
(*)
. ارتحلت جل العائلات المرموقة ذات التقاليد الأدبية و العلمية على غرار عائلة ابن خلدون و انتقلت من خدمة ملوك الأندلس لتحط الرحال في بلاطات الحكّام المحليين لافريقية . تلقّى ابن خلدون تعليما كاملا كما هي العادة في عصره فأتقن علوما عديدة و برع في اللغة العربية و هو نفسه يذكر أنه قد درس القرآن و العلوم العقلية كالرياضيات و المنطق و الفلسفة. كما ألمّ بالفقه و الشريعة الشئ الذي مكّنه من الانخراط في خدمة العديد من حكّام افريقية . و بعد قضاء سنوات في خدمة هؤلاء الحكّام ، ركب ابن خلدون البحر مهاجرا الى أرض أجداده الأندلس لينزل عند سلطان غرناطة آخر الممالك الأندلسية . و هناك توطّدت علاقته بالوزير ابن الخطيب الذي سبق أن تعرّف عليه في بلاط بني مرين بفاس .و لما حظي بثقة السلطان الغرناطي ما لبث أن أرسله هذا الأخير في مهمّة دبلوماسية لعقد معاهدة سلام مع الملك الطاغية بطرس الأوّل . و بعد سلسلة من المكايد والفتن التي حيكت ضده في بلاط غرناطة آثر ابن خلدون الرجوع الى افريقية و اختار قلعة ابن سلامة بالجزائر ليقيم بها ويباشر كتابة مؤلّفه الشهير : المقدّمة .
واختار
عنوان ( كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيّام
العرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر
) ، لمؤلّفه الجليل ، و
ينقسم هذا الكتاب الى ثلاثة أجزاء
:
أما المرحلة الأخيرة من حياته فقد قضاها ابن خلدون في القاهرة عاصمة دولة المماليك التي كانت تضمّ آنذاك الشام و مصر . و يصف لنا القاهرة قائلا : ) فرأيت حضرة الدنيا و بستان العالم و محشر الأمم و مدرج الذر من البشر و إيوان الإسلام و كرسي الملك .( و هناك خصّص جزءا كبيرا من وقته للمطالعة و الكتابة الى جانب شغله لمنصب القضاء وإلقائه دروسا في جامع الأزهر أوّل جامعة أسّست بالقاهرة: ( فجلست للتدريس بجامع الأزهر منها . ثمّ كان الاتصال بالسّلطان ، فأبرّ اللّقاء ، و أنس الغربة ، و وفّر الجراية من صدقاته ، شأنه مع أهل العلم ) .
ثم توجّه مع السلطان
المملوكي الى الشام بعد أن حاصر تيمورلنك المغولي دمشق و
هناك لقيه ابن خلدون و
تحاور معه كمحاولة لإنقاذ المدينة و تجنيبها ويلات الحرب
.
|
(*)
- نقلا عن الرابط التلي :
|
للاستماع
للموسيقي وعرض الصور
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات
العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|