تحقيق وتصوير
فتحي العريبي
|
|
لا يزال مارتن كوبر - مخترع أول هاتف خلوي أو محمول يحلم باليوم الذي تصبح فيه التكنولوجيا المستقبلية بالغة التطور كحقيقة واقعة. إذ يحلم هذا المخترع ( أمريكي الجنسية ) بهاتف في منتهى الصغر يوضع خلف الأذن ويدير الرقم المطلوب آليا بمجرد التفكير في الاتصال ، أو يبلغ صاحبه بمكالمة واردة بدغدغة خفيفة بدلا من رنة عالية. ويعتقد كوبر أن التقدم الكبير التالي في صناعة الاتصالات اللاسلكية هي أن تتوفر على الأجهزة المحمولة إمكانية الاتصال بالانترنت من أي مكان بسرعة عالية باستخدام الاتصال بالموجات العريضة.
ويرأس كوبر حاليا شركة أرايكوم التي يوجد مقرها في
كاليفورنيا والتي توصلت بالفعل إلى تكنولوجيا يمكن أن تحقق هذا
الهدف . |
والسؤال : متي شاع استعمال أول هاتف خلوي ( Mobile ) في العالم ، وكم كان سعره وكم كان مداه وتكلفة المكالمة العادية لمدة دقيقة واحدة في داخل البلد الواحد ومن بلد لآخر .. و .. و ؟ ولأنه من عادة الأسئلة في هكذا تحقيقات أنها تتكاثر تلقائيا ، ونفاجأ بين لحظة وأخري بسؤال غير متوقع يفرض علينا ذاته ويستحوذ علي شهوة التأمل فينا ولذة الدهشة التي لا تنضب ، سؤال يقول : كم عدد الأجهزة المستعملة حاليا بين الناس وأعدادهم الهائلة في هذا الكون المترامي المسافات ؟ .
في أثناء وجودي بالشقيقة تونس في الفترة من 6 ديسمبر2007 ولغاية 17 ديسمبر 2007 وفي حمي الخوض في هذه المغامرة الثقافية المصورة ، راودتني مثل هذه الأسئلة المشاغبة حينما لاحظت حجم تداول هذه الهواتف بين النساء والفتيات في شوارع تونس بكثافة (خارقة للعادة ) دون الشباب والرجال .
ولأن الأسئلة علي كثرتها وإلحاحها في مثل هذه الظروف لا تقدم ولا تؤخر ، رأيت الانصراف كليا وفي منتهي الحذر وعلي عجل شديد أن أقوم بتصوير : غزالات تونسيات وهن علي الموبايل مباشرة - في أحاديث باسمة وهامسة وطويلة جدا ، وكأنه لا وجود لي ولا للمراقبين من حولهن ، بل ولم يكترثن بكاميرتي الفضولية والتي لم تهدأ أبدا عن فعل تصويرهن بجرأة ومن مسافات قريبة جدا أو عن بعد بعدسة الزوم المقربة .
وعندما فرغت من تصويرهن وعدت إلي فندقي وجلست علي ( كراسي ) العقل متأملا ومتفكرا في مجريات هذه المغامرة من أولها ، تخيلت أنهن كن ببساطة يفتعلن مكالمات وهمية لا وجود لها أصلا بينهن وبين طرف آخر ، وأن الهاتف الصداح بين أناملهن الرقيقة وعلي خدودهن الناعمة والمعطرة ، كان في حقيقة واقعه ساكنا طوال الوقت في خدر غفوة دافئة ، وقد يكون العكس هو الصحيح أي أن هذا الجهاز السحري كان فعلا في تلاحم ضجيج صاخب ولذيذ مع حبيب الروح . ليش .. لا ؟ .
للاستماع
للموسيقي وعرض الصور
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات
العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|