ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم ديك ..
ولا .. مئة يوم كلب |
الفرق بين الديك والكلب ، أن الديك يملك صوته ويقوله متي يشاء ويصدح في الصباحات الباكرة وفق مزاجه الخلاق ، ويترنم به علي فترات متقاربة من ساعات النهار ، وليس في مقدور كائن من كان بأن يفرض عليه لحنا ليس من تلحينه ، أو يصدر له أمرا بالتوقف عن هذا الصوت البديع. بينما الكلب الذي يوصف بالوفاء ينبح كلما أحس بخطر قد يداهم بيت سيده ، وينبح لمجرد النبح ، وينبح في السوق علي ( راقد الريح ) باعتباره فقيرا لا حول له ولا واسطة ، وينبح طوال الليل والنهار ليثبت أنه ما يزال علي عهده مخلصا حتي آخر - نبحة - في حنجرته . الديك يصدر صوتا شجيًا ( يعرف في بلدان المسلمين بالآذان ) وهو كما يقول العارفون من مقام : حجاز - ينتشر صداه في الأنحاء المجاورة ، رقيقا وناعما ، فيرد عليه ديك آخر من مكان آخر ليس ببعيد بصوت مماثل وفي ذات المقام . الديك إذا جاز التعبير ( يغني ) عند الفجر والظهر والعصر والمغرب ، وأحيانا بعد منتصف الليل من دون أن يسبب إزعاجا لأحد ، لأن صوته من النغمات المستحبة لدي السامعين ، أما نباح الكلب فيأتي في الترتيب الثاني ضمن عداد الأصوات المنكرة بعد نهيق الحمير. ومع أن الديك يتمتع بكامل حريته وعزته وكرامته ، فإنه أقصر عمرا من الكلب المغلوب علي أمره طوال حياته التي ينفقها في النباح وهز الذيل لسادته ، الصغير منهم والكبير بمناسبة ومن دون مناسبة . من هنا واعتمادا علي ما سبق ذكره ، فإن يوما واحدًا من عمر الديك يقدر بمئة يوم من حياة الكلب .. أي كلب.
الديك يملك صوته ويقوله متي يشاء .. والكلب ينبح لمجرد النباح !! أليس كذلك ؟
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات
العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |