|
\ |
د |
إن الاحتفال بمولد النبي محمد صلي الله عليه وسلم لم
يكن معروفا في عهده
ولا فيما يليه من الخلفاء الراشدين وإنما أُحدث في
أوائل القرن السابع للهجرة في حوالي العام 1397 م
وهذا الاحتفال الجميل من دون الدخول في تفاصيل تاريخية لا أول لها ولا آخر يعتبر مظهرا حسنا ولا يحق للمتطرفين التقليل من قيمته المتوارثة كما هو وراد في أكثر من مصدر لا شأن لنا بذكرها ، بل نراه سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء . ) .
|
مولده صلي الله عليه وسلم ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم – في مكة عام 570 م في الوقت الذي لا يُعرف فيه على وجه الأرض عدل ، إنما كانت دول كبري تذبح دول صغري ، وجلادون مثل : بوش - يصنعون بالمجاهدين الأحرار ما يحلو لهم وكان الأب يدفن ابنته وهي حية تتنفس وتلعب في شعر لحيته ، كان الظلم كما هو سائد في مثل أيامنا هذه في أفغانستان والعراق وفلسطين وسجن غوانتانامو في أمريكا وفروعه الكثيرة المشابهة له في التنكيل والتعذيب والتجويع في أكثر من قطر عربي ، هو اللون السائد قبل يوم ولد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام .
إنه أعظم مولد على سطح الأرض، فيه تهاوت أركان الظلم من عليائها ، وتساوت حقوق الإنسان مع أخيه الإنسان ، لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى ، والناس سواسية وحقاً سواسية ، وانتشر العدل في نفوس الناس .
ولد الرسول الأعظم وأصبح الإنسان يستمتع بحواسه الخمس ، فلا يرى إلا نوراً ولا يسمع إلا عدلاً، ولا يشم أو يتذوق إلا أطيب حيا ة ، ولا يلمس إلا حناناً ومحبة.
|
هكذا هي بنغازي التي أعرفها في مدينة بنغازي وقبل أسبوع يبدأ التحضير للاحتفال بهذه الليلة الكريمة التي تسبق مولده صلي الله عليه وسلم بشراء القناديل ( الكهربائية والموسيقية) من محلات صغيرة وأمكنة كثيرة وأغلبها تقام بشكل بسيط ومؤقت وتعرض بضاعتها علي جانبي الطرقات في الأحياء الشعبية وغير الشعبية المزدحمة بالسكان.
في سنوات خمسينيات بنغازي من القرن العشرين وما قبلها بعقد أو عقدين وحتي أواخر الستينيات كان لهذه الليلة مظهرا متميزا يخرج الأطفال في جماعات صغيرة يحملون قناديلهم المشعة بنور الشموع والمصنوعة محليا من الورق الملون وهم يرددون عدة أهازيج بسيطة نذكر منها :
هضا
قنديل وقنديل
وفي أهزوجة شائعة تفيدنا أن فاطمة قد ولدت طفلا جميلا اسمه خليل وأهزوجة أخري تتناول قنديل طفلة رقيقة من حي الصابري أسمها حواء(**) وكيف أن قنديلها أخذ يضيء بلا انقطاع من المغرب حتي ساعات الفجر الأولي .
ومما كان يعكر صفو جمال هذه الليلة الطاهرة بذكر الصالحين والصالحات ، في تلك الأيام الخوالي أن الفتيان الأكبر سنا ( 13 – 17 سنة ) كانوا يقيمون في الساحات المجاورة شعلة ضخمة من إطارات السيارات والخشب القديم تعرف باسم : الشواي - يتصاعد دخانه الكريه في الفضاء الرحب ويدخل عنوة إلي النوافذ المشرعة علي هواء بحر بنغازي النظيف ( من خلال وسط حيشان منطقة سيدي أخريبيش – مفردها حوش ومعناها : بيت ليبي له فناء تحيط به غرف السكني تظلله عريشة وارفة وتسكنه عن طيب خاطر نباتات نوار العشية ناهيكم بالطبع عن المنافع الضرورية من كنيف وكوجينا ودار الخزين والسقيفة والمربوعة بنوافذها المرتفعة المطلة علي زقاق أو شارع ) .
وفيما لهيب هذا : الشواي - الهائج يتطاير بشكل عشوائي هنا وهناك ، شاءت الأقدار الحزينة أن أقبلت طفلة من حي : دكاكين حميد أسمها مريم مع رفيقاتها الصغيرات لمشاهدة هذا : الشواي ، وكان اللهب ساعتها يغذي بمزيد من الإطارات والصناديق الفارغة ، قفز لهب ماكر وتعلق بثوب مريم التي فرت مرعوبة في اتجاه عكس الريح ، كانت تجري وتصرخ ، تجري وتستغيث : يا أمي .. يا أمي .. واللهب في ثوبها تتسع دائرته ويطال وجهها المرعوب ويلتهم شعرها الحريري وتسقط أمام بيتها علي وجهها وقد فارقت الحياة بعد أقل من نصف ساعة نتيجة اندلاع هذا اللهب في ثوبها المزركش والجميل .
وبهذه المناسبة السعيدة نطالع سويا مدحا بديعا في سيد
المرسلين
محمد
صلى
الله عليه وسلم .من
قصيدة البردة -
للإمام البوصيري . |
مولاي صلي وسلم دائماً
أبدا
|
كراسي : أول مجلة لها
سبق الريادة باللغة العربية وفي جميغ لغات العالم
|