|
العدد
التاسع |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
|
|
|
|
في ذاك المخزن المهمل المهمش - مثل ساكنيه - كان ذلك الكم المتهالك المتجمع المتراص في صفوف تتآكل في صمت.. بعد أن كانت بالأمس تفخر بجالسيها. هبت ريح خفيفة أحدثت قرقعة في وسط المكان، في ركن مظلم قصي كانت هناك بقايا أخشاب تتألم في صمت، وتراجع مع نفسها بقايا ذكري الأمس، كل السنين مرت أمام مخيلتها المهترئة وتحتها تقرض أسفلها أشياء لا تري منها سوي لمعان أسنانها هي بالطبيعية تحافظ علي كيانها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي !! نعم . آه .. بلت في ذاكرة النسيان وتشقق بنيانها بفعل عوامل الزمن، كم شعرت بالعجز.. آه ، قد تكون لذة القديم أجمل من لذة الجديد ، لمن يشكو والكل تكالب عليها ونصفها معطب يهتز لأبسط ريح بسيطة ، تعرقل حياتها الرتيبة تلك القطرات التي تنفخ جسدها وتجعلها عاطلة عن الحركة وكأن السماء تعذبها بسخرية منها وعلي الأنفة التي سادتها أيام مجدها.
الناس. الناس .صانعوها. .. لينظر الكل, لم تخلق من آلة بل سحبت كجزء من كائن حي، وطمع فيها الأوغاد لتقديمها لأمير عربي وسيم، أو لكاتب حسابات عجوز يرتكز عليها مثل الثور الهائج حيث يثور، يجامعني للحظات ثم يتركني لأيام، وابقي كما أنا وفية لمن حولي، ليس لي انتماء إلا لمن يمتلكني، أنا شاهد عصري وزمني.. ( انتيكه ) تعرف قدرها، أنا الصامتة لا أتكلم، المتفردة.أنا علبة أسرار تخزن في ببطء شديد وتستمر في التفرد حتى تجمع كل هذه الأشياء وبمرور الزمن أتعتق ويرتفع سعري كفتاة افريقية ذات مؤخرة كبيرة كمهر للزواج قد اختفي وقد أدفن ، رفيقة كل العصور الغابرة في الحروب والسلم معا. قد يرميني الزمن بين يدي بائع (الروبوبيكيا ).. والذي يلبس كل اللباس والألوان، قد يعرفني ويزدريني في أن واحد، أنا من لا اسم له، وقد يسميني بكل الأسماء المعروفة. أنا ذاكرة جسد. نا لست مثل ذلك الكائن يمشي علي أربع ويركض علي اثنين ومن ثم يتعثر في ثلاثة، أما أنا فارتكز علي أربعة ثابتة شامخة طوال الوقت مثل الزمن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*-
كاتب وقاص
ليبي
نشرت له بعض الصحف الليبية والعربية والمواقع الإلكترونية مثل أفق الإلكترونية وموقع القصة العربية، والأبجدية، ومجلة المقتطف . تحصل على تراتيب متقدمة محليا منها
*-
الترتيب الأول في القصة القصيرة بمسابقة معاهد إعداد المعلمين
بطرابلس عام 2004
عربيًا شارك في مسابقة التأليف المسرحي في دولة الكويت عبر موقعها الإلكتروني تحت إشراف فرقة الجيل الواعي وفرز عمله كأفضل أعمال المسابقة وصنف من كتاب المسرحيين الشباب على مستوى الوطن العربي عام 2004 م .
*-
له
مخطوط مسرحي. |
|
|