|
العدد
السابع |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
تشير كتابات الأدباء والشعراء الإغريق إلي أن التقاليد التي ترعي العمل القصصي القصير في شكله الذي سبق القصة القصيرة الفنية تقاليد قديمة في البيئة الليبية، ولقد أشار بعضهم إلي حكايات كان قد صاغها كاتب يسمي ( كوبسيس ) وعرفت في الآثار الإغريقية القديمة بالحكايات الليبية، وتدور أحداث القصص القليلة التي نقلها بعض الأدباء الإغريق في كتاباتهم فوق أراض ليبية مثل سرت وجرمة. هذه التقاليد التي ترعي العمل القصصي كما أشار إليها الكتاب الإغريق وتلك التي تروي في التراث الشعبي الليبي، هي التي أغرت بعض النقاد بالتأكيد علي أن القصة القصيرة الحديثة في الأدب الليبي إنما هي امتداد للخرافة الشعبية، وهو رأي وإن أوضح لنا مدي الأهمية التي يضعها النقاد علي تأثير تلك الحكايات والخرافات الشعبية علي نمو فن القصة القصيرة وتطوره في الأدب الليبي الحديث، إلا أنه لا يعني بالضرورة أن القصة الحديثة إنما هي حقا امتداد لتلك الخرافات والحواديث الشعبية، لأن القصة الليبية القصيرة في الأدب الحديث إنما تأثرت منذ مراحل نشأتها الأولي بكتابات رواد هذا الفن في البلدان العربية الأخرى وبالذات كتابات القصصيين المصريين، اللهم إلا إذا اعتبرنا تلك القصص التي كتبها بعض الكتاب المعاصرين بأسلوب الحكاية واستعاروا أشكالا قديمة لتقديم مضامين جديدة استفادت من هذا التراث الشعبي في مجال القصة. وتعود هذه المرحلة الحديثة التي نشأت فيها القصة إلي عام 1908 عندما جعلت عودة ( الدستور ) العثماني في ذلك العام من الممكن إصدار الصحافة الخاصة في الولايات التي تتبع الباب العالي. ومنذ ذلك التاريخ عرفت ليبيا بعض الصحف التي كانت تنشر ما يمكن اعتباره إرهاصات أولي للقصة القصيرة في ليبيا في شكل مقالات قصصية.
نقلا
بإيجاز عن كتاب
*-
ولد في مدينة ( مزدة ) عام 1942 ، ودرس بها المراحل الأولي ، ثم انتقل عام
*-
نشر نتاجه في : ( طرابلس الغرب - العلم - الرائد - الحرية - الميدان -
الحقيقة - مجموعاته القصصية
(1)-
البحر لا ماء فيه - طرابلس - إدارة الفنون والثقافة 1966
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــ |