|
|
العدد
السادس |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
|
العدد
السادس |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
كراسي الفنان الليبي القدير الأستاذ : محمد أزواوي , والتي أخذناها عن كتابه : ( الوجه الآخر ) قد رسمت ما بين عامي 1966 -1972 وهي لا تمثل الوضع السياسي القائم الآن في أرجاء المعمورة كما أنها لم تعد تعكس الواقع الاجتماعي السائد في ليبيا ، إلا أنها كانت في وقتها مثار اهتمام منقطع النظير ، علي الصعيدين الليبي والدولي ، حتي أن الرئيس الأمريكي الأسبق ( نيكسون ) كان يسأل أول ما يسأل وهو علي مائدة إفطاره في البيت الأبيض عن آخر مستجدات الكاريكاريست الليبي محمد أزواوي ، لأن رسومه ما فتئت تسخر منه ومن حربه البشعة في فيتنام ودسائسه المنحطة في المنطقة العربية.
إمبراطورية بوشريزا ولقد تغيرت الدنيا كثيرا عما كانت عليه في سبعينيات القرن العشرين - ليس بفضل رسوم أزواوي أو غيره من المصلحين من أمثال الأديب الخالد : د. الصادق النيهوم من خلال مقالاته النقدية وقصصه الساخرة في صحيفة ( الحقيقة ) بل بما طرأ من متغيرات عالمية أبرزها انهيار الاتحاد السوفيتي وتشرذم دويلات العالم التالف ( عفوًا .. الثالث ) التي كانت تسير خلف ركبه ، وتفكيك المنظومة العسكرية لحلف وارسو ومن ثم سطوة القطب الواحد - البوشريزي - علي مقدرات الشعوب وهيمنة ما يعرف بـ : العولمة - في الألفية الثالثة والتي أخذت بلا هوادة وبكل وقاحة تحشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة في الوطن العربي والدول الإسلامية ، من خطبة الجمعة وضرورة إلغاء فقرة (الصلاة خير من النوم ) من آذان صلاة الفجر ، وتحديد عدد المصلين من الذين تجاوزا العقد الرابع من أعمارهم فما فوق ، إلي التدخل السافر في مسألة الصيام في شهر رجب ، والتحسس من الشبان العرب والأسيويين وبخاصة الملتحين منهم وأصحاب البنطلونات القصيرة ، والشابات المتحجبات في الجامعات الأوربية والأمريكية والتلاعب بأسعار النفط الخام في منطقة الخليج الغافي ( الثائر سابقًا ) إلي المحيط الساكن ( الهادر - زمن الصحوة العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ) ، والتجسس علي نصوص ومشاهد كاميرات العشاق في محادثات الماسنجر - Messenger في ياهو وهوتميل ومكتوب ... وكل ما من شأنه حماية الأمن القومي في إمبراطورية ( بوشريزا ).
الكرسي في رسوم أزواوي وقاسي والعلي الجدير بالذكر ( لا النقد ) أن الكراسي السياسية عند الفنان : محمد أزواوي ضعيفة جدا من حيث المحتوي والموضوع لأنها رُسمت إما بتكليف مسبق من رؤساء التحرير أو بوحي من التوجهات الإعلامية والتعبئة الجماهيرية التي كانت رائجة أنذاك في الصحف والمجلات الليبية الصادرة محليا أو في الخارج ، إضافة إلي البيانات الختامية التي تصدر عن الندوات الفكرية والعقائدية علي اختلاف مسمياتها وشعاراتها والتي كانت تقام عادة طوال العام في الفنادق الفخمة بمدينة طرابلس . ناهيكم عما يتردد في الإذاعتين ( المسموعة والمرئية ) من خطب عنيفة وبرامج ملتهبة ونشرات الأخبار الطويلة جدا بحيث كانت النشرة الواحدة تزيد عن الساعتين وكلها تصب جام غضبها علي الإستعمار البغيض في أوربا وأمريكا ـ مما يؤثر بشكل أو بآخر علي موضوعات رسوم أزواوي السياسية وغيره من الفنانين والأدباء والكتاب والصحفيين الليبين في سبعينبات وثمانينيات القرن الماضي . أما الكراسي الإجتماعية لدي الفنان أزواوي فإنها أفضل بكثير من الكراسي السياسية لأنها نابعة من أفكاره ومستوحاة من نبض حركة المدن والقري الليبية بكل ما تمثله من شفافية وصدق وإن ظلت هذه الكراسي غير مستهدفة عنده في الرسم بل من مكملاته الضرورية سواء في الأسواق والمدارس وفي مكاتب الخدمات العمومية وغير ذلك من الأمكنة التي يتردد عليها المواطنون يوميا لقضاء حاجاتهم وشئونهم الخاصة ! ولسان حال الموظف المسئول يقول في عدم تقدير لوقت المواطن ما معناه : ( تعال غدوة .. أو بكرة .. أو بعد الزرع ) .
خلافا لكراسي الفنان الفلسطيني : ناجي العلي أو كراسي الفنان الجزائري : رشيد قاسي حيث يجري توظيفها في رسوم قاسي والعلي لمهام اجتماعية وسياسية مباشرة وصريحة .. قاسية وجارحة ، وموجعة في آن. هذا وسوف تكون لنا في الأعداد الموالية قراءة عميقة ومتأنية مع كراسي ناجي العلي ، كما فعلنا في العدد الثالث الصادر في 05 يونيو 2005 مع كراسي رشيد قاسي ، ويمكنكم الوصول إليها عبر أرشيف المجلة أو الانتقال إليها بكل سهولة ويسر بالضغط : هنا .
|
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــ |
