تشكيلية - أدبية
تصدر أول كل شهر
 

العدد
الخامس والثلاثون

01 فبراير 2008
السنة الثالثة
 

رئيس التحرير : فتحي العريبي CV


 

كراسي المشاهير


Henry Moore
1898-1986



 

شرعنا اعتبارا من العدد رقم ( 30 ) في العودة ( من أول وجديد ) إلي أعدادنا الأولي بحيث قررنا أن نختار من كل عدد قراءة واحدة .

وهنا قراءة من العدد الخامس من السنة الأولي
الصادر في
15 أغسطس2005 من عمر هذه المجلة ، وفيه تناولنا الكراسي في منحوتات الفنان : هنري مور .
 


للاستماع للموسيقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشط الصفحة بالضغط علي مفتاح
F5



أمولة أخريبيش
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
amoulafabi@yahoo.com
نيوكاسل - بريطانيا

يقول : هربرت ريد – المؤرخ والناقد التشكيلي الشهير - إن فن النحت ومنذ القرن الخامس عشر كان فنا ضائعا في انجلترا، وربما كان فنا ضائعا في أوربا  بوجه عام لأننا من الممكن أن نحتج بأن مفهوم النهضة بأجمعه عن فن النحت كان مفعوله زائفًا.

إذ لا بد لكل فرع من الفن أن تكون له مبتدئه المتميزة تلك المبادئ التي تقررها طبيعة المادة فيه كما تقررها الوظيفة التي ينبغي للعمل الفني المكتمل أن يؤديها. إلا أنه حدث في القرن السادس عشر أن نسيت تلك المبادئ التي بعثت الحياة في فن النحت في أثناء العصور الوسطي ، ومن السهل أن نري الآن السبب في نسيانها .

لقد أعيد اكتشاف فن اليونان وروما الكلاسيكي، وتجاوب هذا الفن تجاوبًا هائلا مع النزعة الإنسانية الجديدة في تلك المرة ، بيد أن  ( مثالي – مفردها : مثال )  عصر النهضة ، بدلا من أن يستعيدوا التجارب الروحية التي عاشها الذين أنتجوا ذلك الفن الكلاسيكي ، فإنهم قد ثابروا علي نقل مظاهره  الخارجية والنسخ عنها – مع التلاؤم – بالطبع – مع المشاعر العصرية لعصرهم هم من الممكن أن نضع الكثير من الأمثلة ونوضح الكثير من الخصائص إلي هذا الكلام العام في أي مناقشة أكثر شمولا لذلك الموضوع .

فقد يكون من الواجب - علي سبيل المثال – أن نوضح تماما مثَّالين معينين من أمثال ( دونا تيللو ) و  ( ديزيديربودا أسيتنانوا ) و ( أجوستنو دي داشيو ) . بل وحتي ( ليوناردو دافنشي ) الذين إذا ما نظرنا إليهم من وجهة نظر حديثة ، قد يبدون كما لو كانوا يقفون علي عتبة عصر النهضة ويمثلونه إلا أننا ومن وجهة تاريخية حقيقية نستطيع أن نفسرهم بطريقة أكثر اقناعا بكثير باعتبارهم ثمرة للعصور الوسطي أو أقضي درجة من درجات تطور تلك العصور.

ونري مرة ثانية في العصر الباروكي وعصر الروكوكو فنانين علي الرغم من أنهم قد دفعوا مبادئ فن النحت إلي نقطة الانفجار ، إلا أنهم بالفعل قد برروا أعمالهم بأساليبهم الفنية المنتصرة ، إلا أنني أقول أنه مهما عظمت القيم التي نعترف بها لفن النحت داخل القارة الأوربية في عصور النهضة والباروك والركوكو ، إلا أن هذه الفنون لا تهمنا الآن في مناقشتنا الحالية ، لأن انجلترا لم تساهم أبدا بأي قدر ملحوظ في تلك المدارس الثلاث . ويمكننا أن نقول دون مبالغة أن فن النحت كان ميتا في انجلترا طيلة قرون أربعة ، وبدون مبالغة أيضا أن هذا الفن قد ولد من جديد في أعمال هنري مور.

ويقول : هربرت ريد – في كتابه القيم : معني الفن –  قد يكون الفنان هنري مور هو آخر من يزعم لعمله الأصالة الكاملة ، الذي استفاد في عمله بتجارب رجال أكبر منه سنا ، نسجل منهم : جاكوب ابشتين و أريك جيل وأجانب معيين مثل برانكوزي وزادكين . ولكن هنري مور ( 1898 – 1986 ) كان يقف علي رأس الحركة الحديثة في انجلترا بفضل ثقته بنفسه وثباته في ميدانه .

ومهما كان رد فعل المتلقي العادي إزاء أصالة تلك الأعمال الفنية ، إلا أنه سيكون مضطرا إلي الاعتراف لها بالتعبير علي هدف ثابت لقوة عظيمة ، قوة إرادة شخصية تسيطر علي المادة والشكل اللذين يرفضان الخضوع لقيود أي تقاليد سابقة ، ومع ذلك فإنه ليس من السهل أن نتقبل الأوضاع الغريبة ، أو النغمات الشاذة التي تتخذها أو تصدرها مثل تلك الشخصية المتفردة وحتي إذا أمتلك المرء ما يمكن أن يدعي – بدون أي نية للتظاهر أو الاستعلاء " وجهة نظر "  فإن عليه أن يداوم علي صنع نفسه ببطء شديد في قلب هذا العالم ذي الأشكال الغريبة .

إنها ليست أشكالا واضحة –  فلماذا يجب أن تكون كذلك ؟ هل حدث أن كان أي عمل عظيم من أعمال الفن واضحا – في لحظة ظهوره – في نظر عابر السبيل – ولكي نُقيم – أو نبدأ في تقييم – عمل هنري مور - نري أنه من الضروري أن نعود إلي مبادئ فن النحت باعتباره فنا ؟ ومن الواضح أن ما يميزه هما مادته وتكنيكه .

النحت هو فن حقر أو قطع مادة ذات صلابة نسبية ، وتدل الكلمة نفسها علي الكثير من هذا المعني ، وليست هناك ضرورة لتوسيع هذا التعريف . وحينما نبلغ نقطة التحقيق الفعلي لهذه العملية فإننا نواجه ذلك السؤال الجوهري. ما الذي سينحته المثّال ؟ وقد أجاب الفنانون علي هذا السؤال طيلة السنوات الأربعمائة الماضية قائلين: إننا سننحت كتلة من الحجر أو الرخام لنصنع منها صورة للسيد آلدرمان  جونز أو الآنسة سيميكنز متخذة وضع فينوس ، أو صورة لأسد محتضر أو بطاقة طائرة.

وطالما تعجب الناس من العبقرية التي يحقق بها الفنان مثل هذا الهدف العسير . أما الهدف الذي كان يسعي إليه مثّال كهنري مور ، فإنه لم يكد يشترك في شيء مع هذا الهدف ، إنه لم يضع في اعتباره مطلقا الشكل الظاهري للموضوع ، الذي يستلم منه عمله الفني . إن اهتمامه الأول منصب علي المادة التي سيعمل عليها فإذا ما كانت تلك المادة حجرا ، فإنه سيفكر في بناء الحجر ودرجة صلابته ورد فعله تحت ضربات أزميله وسيفكر في الطريقة التي تأثر بها هذا الحجر بالقوي الطبيعية مثل الرياح والماء ، إذ أن هذه القوي قد كشفت علي مدي الزمان عن المميزات الفطرية للجحر نفسه ، وسيسأل نفسه في النهاية عن أفضل شكل يمكن له أن يصنعه من تلك الكتلة بالذات من الحجر الذي أمامه.

فإذا ما كان هذا الشكل مثلا هو شكل امرأة مضطجعة ، فإنه سيتخيل كيف كان من الممكن أن تبدو امرأة مضطجعة  إذا ما تحول اللحم والدم إلي ذلك الحجر الذب أمامه – الحجر الذي يتمتع بأسسه الخاصة للشكل والبناء ، كان من الممكن حينئذ لجسد المرأة ، كما يبدو بالفعل في بعض تماثيل مور ، أن يتخذ صورة سلسلة من التلال ، وعلي ذلك فإن النحت ليس ( عملية مضاعفة  للشكل والملامح ) إنه بالأحري ( ترجمة للمعني ) من مادة معينة إلي مادة أخري . ويبدو لي هذا الكلام بسيطا بما فيه الكفاية وليس من الصعب تقبله ، ومع هذا فهو المفتاح الوحيد الذي نحتاجه لفهم أعمال نحت فنان مثل هنري مور ، وعلي ذلك فإننا لا نفهم السبب في كل تلك الصعوبة التي يظهرها المتلقي العادي أمام عمل من هذا النوع.

وهناك مبدأ آخر يتضمنه ذلك المبدأ الأول ، إنه أكثر خفاء ، إلا أنه مبدأ أساسي من أجل خلق قطعة كاملة من النحت ، وبكمن أعظم نجاح حققه – مور – وهو النجاح الذي يميزه من معظم معاصريه ، يكمن بالتحديد في فهمه وتثبته من ذلك المبدأ ، إنك إذا كنت تترجم أو تنقل شكلا من مادة معينة إلي شكل من مادة أخري فإن عليك أن تخلق ذلك الشكل من الداخل إلي الخارج ، ومعظم فن النحت ، حتي النحت المصري القديم علي سبيل المثال يخلق الكتلة عن طريق تركيب يحتوي علي كل من الجانبين .

إننا لا نستطيع أن نري كل محيط كتلة ذات شكل مكعب ، ولهذا فإن الفنان يقوم بالسير حول كتلته الحجرية محاولا ا، يجعلها مرضية من كل زوايا النظر إليها وهو يستطيع بهذا الشكل أن يمضي طويلا في طريق النجاح ، ولا يمكن أن يكون ناجحا مثل ذلك الفنان الذي تبدو عملية الخلق لديه كما لو كانت عملية ذات أبعاد أربعة ، عملية متنامية من قلب تصور معين كامن بشكل فطري في الكتلة نفسها .

فالشكل إذن هو نوع من الحدس أو الرؤية الداخلية للسطح يقوم بها الفنان بطريقة تخيلية ، هذا الحدس الذي يستقر في مركز ثقل الكتلة القائمة أمامه ، وتحت إرشاد أو هداية هذا الحدس ، يتحول الحجر ببطء من حالة وجود ذاتي مفترض إلي حالة مثالية من حالات الوجود ، ولابد أن يكون هذا هو  - قبل كل شيء – الهدف الأول لكل نشاط فني.

ااا  الكراسي في منحوتات هنري مور ااا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

     


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهرس محتويات العدد الخامس والثلاثون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
ملاحق ثقافية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
   ذاكرة بنغازي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
مدرسة كراسي للفنون الرقمية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 قاعة كبار الضيوف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 التعريف بالمجلة وشروط النشر علي صفحاتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 أرشيف المجلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
سجل الزوار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
للاتصال بنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 الصفحة الرئيسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عش الحمامة - الموقع الشخصي للفنان الليبي : فتحي العريبي
 
عش الحمامة

جميع الحقوق محفوظة لـ  مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .

كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات العالم
المتخصصة في أدبيات وفنون الكرسي والكراسي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
كرسي قديم جاه جديد محاه نين تأثيره أغبي
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
اللي ما تردي مات أصحاب الكراسي راحوا  كلهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 
^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^