|
العدد |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
من
أول وجديد (2) كراسي المشاهير - أم كلثوم |
|
نحن في مجلة : كراسي ، لا نعشق صوت السيدة أم كلثوم فحسب بل نرصد كل ما يتصل بها وبتاريخها المشرف باعتبارها قدوة حسنة للمرأة العربية عبر كل العصور ، ولقد قمنا هنا ووفق مخطط مجلتنا بالبحث عن كراسي قيلولتها وراحتها ، فوجدنا أن للكراسي علي اختلاف أشكالها مكانة خاصة في حياتها ، فعلي مائدة طعامها كرسي لم تسبدله أبدا منذ سطوع نجمها الباهر في العشرينيات من القرن العشرين ، ولها في غرفة المكتب كرسي تلقته كهدية من مهراجا هندي تستعمله في القراءة حين تنفرد بنفسها وبخاصة قراءة نصوص الأغاني الجديدة ، ولعل أهم كرسي رأيناها تجلس عليه لدقائق معدودة ريثما تنتهي المقدمة الموسيقية لهذه الأغنية أو تلك القصيدة ولأكثر من نصف قرن هو كرسي حفلاتها الغنائية.
الجدير بالذكر أننا قد شرعنا اعتبارا من العدد رقم ( 30 ) إلي العودة ( من أول وجديد ) إلي أعدادنا الأولي بحيث قررنا أن نختار من كل عدد قراءة واحدة ، وهنا قراءة من العدد الثاني من السنة الأولي من عمر هذه المجلة الصادر في 20 مايو 2005 ، وفيه تناولنا كرسي : السيدة أم كلثوم .
وكخلفية موسيقية لهذه الصفحة وقع اختيارنا علي أغنية : علي بلدي المحبوب - من تأليف أحمد رامي وتلحين رياض السنباطي ( مقام بياتي ) ، وغنتها عام 1935 في أول أفلامها ( وداد ) مع أحمد علام ـ مختار عثمان ـ فتوح نشاطي ـ كوكا ـ محمود المليجي - عمر وصفي ـ فؤاد فهيم . إنتاج : أفلام أستوديو مصر- إخراج : فرينز كرامب- تصوير : سام بريل، أحمد خورشيد- سيناريو : أحمد بدرخان- قصة : أحمد رامي- مناظر: ولي الدين سامح- موسيقى : بنوباردي- مونتاج: نيازي مصطفى .
علي
بلد المحبوب وديني زاد وجدي والبعد كاويني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءة
في موهبة صوت أم كلثوم |
ما زال الكثير من الشباب إلى الآن يحبّون سماع أغنياتها، بأصوات مطربين آخرين دون أن يقلل ذلك من أهميتها في شيء. فمكانتها الخاصة ليست فقط بعظمة صوتها ونجوميتها، بل لكونها فرضت على الساحة الفنية نوعاً راقياً من الغناء لا يزال يُذكر بها. فقد غنّت للحب بكبرياء، ورفعت قيمة الحب والعاطفة بين المحبين إلى درجات عالية. حيث أسّست لنوع جديد من الأغنية يتميّز برقي المعنى والفكرة إضافة إلى سمو العاطفة وصدقها. كانت أم كلثوم رائداً ثقافياً بالمعنى العام للكلمة ، فقصة حياتها متعددة الأوجه فهي قصة مطربة ناجحة في مجتمع يتصف بطبيعته الصعبة والمركبة، وقصة فتاة ريفية كبرت لتصبح رمزاً ثقافياً لأمة كاملة، وهي أيضاً قصة امرأة أدّت العمل الذي احترفته باقتدار.
فقد وجدت وسائل للتأثير بل التحكم بالأعراف والمؤسسات التي كانت لها صلة باشتغالها بالغناء بقيت إلى الآن مثالاً يُحتذى به لفنٍ عربي قديم يحظى باحترام عميق. ولم يكن صوتها السبب الوحيد في نجاحها بل شخصيتها أيضاً. فالمصريون لا يحبّون صوتها فحسب بل يحترمونها. فقد ساهمت في رفع قيمة الفن والفنانين في نظر عامّة الشعب حتّى أن أحد كبار الباشوات في مصر تقدّم لخطبتها. كما رفعت قيمة الفلاح والإنسان الشعبي كثيراً، بتفاخرها بانتمائها للأصول الفلاحية. فأصبح التفاخر بالأصول الفلاحية شائعاً بعد أن كان التفاخر الشائع بأصول الباشوات. وحتى الشِعر اقترب من الناس أكثر بعد أن غنّته أم كلثوم فبات يتردّد على لسان كل إنسان. قامت مؤلفة الكتاب. فرجينيا دانيلسون، بجهد بحثي مضن على عدّة مستويات محاولة سبر أغوار المجتمع المصري وتحليل بنيته السياسية والاجتماعية والثقافية في عصر أم كلثوم، كما سعت لتحليل بنية الموسيقا العربية وعلاقتها بالوجدان العربي في ذلك الزمن. وكيف أصبحت هذه الموسيقا فيما بعد جزءاً لا يتجزأ من هوية الإنسان العربي. وتطرقت بإسهاب إلى حيثيات وصعوبات وفنون الموسيقا الشرقية عبر مقاماتها وطرق الأداء والتنويع الصوتي والموسيقي في الأداء الارتجالي والموزون.
بداية تقدمها في سلم الشهرة، كانت مع أبيها وأخيها، ثمّ استعاضت عن فرقتها بتخت شرقي كامل وبدأت تستقطب الألحان من كبار الملحنين: أبو العلا محمد ـ زكريا أحمد، ثمّ القصبجي الذي قدّم لها ألحاناً تجديدية رائعة وعاقبته عندما لحن لأسمهان أغان جميلة، بأن استغنت عن ألحانه رغم بقائه عازفاً في فرقتها ثمّ جاء عصر تعاملها مع رياض السنباطي الذي امتد على ما يقارب 100 لحن لأغان عاطفية وقومية ودينية شكلت ثلث إنتاجها الغنائي. بينما برزت أغاني رياض السنباطي لها، كنمط يجمع بين الكلاسيكية والرومانسية مع المحافظة على الأصالة، لذا لم تستطع الاستغناء عنه رغم خلافها الشديد معه في كثير من الأحيان. وأخيراً اعتمدت على ملحنين جدد بعد أن ضعف صوتها، قدموا لها أغان تجديدية، اعتمدوا فيها على آلات موسيقية غربية وفرق أوركسترالية كبيرة للتغطية على ضعف صوتها. فكانت ألحان بليغ حمدي وعبد الوهاب ومحمد الموجي وسيّد مكاوي. استطاعت أم كلثوم الثبات أمام كل منافساتها (لور دكاش ـ فتحية أحمد ـ نادرة ـ سعاد محمد..) وذلك لكونها تحكّمت بنقابة الفنانين والإذاعة المصرية التي كان المعجبون بها هم من يديرونها ولكن من هزّ عرشها فعلاً كان المطربة أسمهان لصوتها الاستثنائي وشخصيتها وجمالها ونسبها. ولكن ترفّعها عن الغناء في الحفلات والنوادي والمسارح واقتصارها فقط على الأغاني المسجلة والأفلام حرمها من التواصل الجماهيري، وجاء غيابها في سورية والقضايا المرفوعة ضدها في المحاكم من قبل زوجها، ليعرقلها في إزاحة أم كلثوم عن عرشها. وأتت وفاتها المبكرة لتضع خاتمة لهواجس وكوابيس أم كلثوم.
تشير الكاتبة إلى استخدام أم كلثوم لوسائلها التجارية لتحسين وضعها داخل الوسط الفني وفي المجتمع ككل. فإحراز الثروة كان وسيلتها لتحقيق المستوى الاجتماعي الجيد وتمكين سلطتها في الوسط الثقافي والفني ولكن جاء ذلك على حساب كثير من الدعاوى التي أقيمت ضدها من عازفين وملحنين لتجاهل حقوقهم مثل زكريا أحمد ورياض السنباطي. كما تُبرز الكاتبة سر تطوّر الأداء الموسيقي والتعبير لدى أم كلثوم والذي يعود بالدرجة الأولى إلى تمكّنها من تلاوة القرآن ونطقها الصحيح للأحرف والكلمات فجاء إحساسها بالكلمات جيداً وأداؤها معبّراً. فهي لم تغن فقط بل كانت تعيش الأغنية. أحيت أم كلثوم الأغنية العربية التراثية في وسط تجاري، وقدمت للعرب أغنية كانوا يؤمنون أنها نابعة من ثقافتهم الخاصة وليست منقولة من ثقافة أخرى. ورغم أهمية أم كلثوم وعلو شأنها الذي أوردته الكاتبة، إلا أنه يحق لنا أن نتساءل: هل من العدل أن يتحول الشعراء الكبار كحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ونزار قباني وأحمد رامي، والموسيقيون العظام كزكريا أحمد والسنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي إلى مجرّد كواكب صغيرة تدور في فلك النجمة: أم كلثوم. هل هذا من العدل في شيء.
بالضغط علي الرابط التالي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ http://www.kraassi.com/kraasi_2.htm ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المزيد من كراسي المشاهير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)- كراسي النحات الإنجليزي : هنري مــور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (2)- كراسي الفنان المصـــري : داوستاشي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلي
اليمين بريشة الفنان القدير الأستاذ
: جورج البهجوري
وهنا .. صوت مصر وموسيقار الأجيال في حضرة الزعيم الخالد جمال عبد الناصرالذي وحد بينهما في أهم إنجاز في تاريخ الموسيقي والغناء العربي من خلال أغنية : أنت عمري ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تأليف - أحمد شفيق كامل
يوم الخميس 5 مارس 1964
|
|
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع
لغات العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|