|
العدد |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
عندما يتم الانتهاء
من تصفح |
حرق الكتب الآن وعبر التاريخ
(1)
منذ فجر
التاريخ والكتب تعاني من خصومها التقليديين، الذين يكرهونها
ولا
يميلون إلى جنيها أو الاحتفاظ بها بل يكون الإهمال والتردي حصتها
منهم،
فالكتب المحترقة إذ تستحيل إلى رماد تذروه الرياح ، إنما تحرق في اشتعالها أسماء مؤلفيها ، أي أنها حالما تبدأ بالاشتعال ، فإن المؤلف ينال نصيبه من العقاب الرمزي الذي يناله بجدارة، والمثقفون عموماً مشاكسون وأدعياء حقائق ولا نقول دعاة ، لأنهم وحالما يعلنون عن بضاعتهم كأنهم يدعون مفاضلتهم على قرائهم فكيف الحال مع الجهلة والأميين والمستبدين والطغاة الذين لا يقرءون؟ . والكتب حين تحترق تدافع عن وجودها والحيز الذي تشغله بجدارة أيضاً، إذ هي تخلّد ذكرى الحرائق في التاريخ ، وتعاد ذكرى احتراق الكتب مقرونة بالفوضى والحروب التي تصبح قاعدة للاحتراق، إذ لا يمكن القيام بحرق أية مكتبة ما لم تكن هناك أعمال فوضوية قد تتسم بعضها بالتوحش وعدم الانسجام مع منطق الحياة اليومية السليم عكس ذلك ، تكون الكتب دليل بهجتنا بما تمنحه لنا من لطائف تمس إنسانيتنا بأريحية لأنها إشارة للأمان والسلام . " المزيد " |
|
(2) أشهر من أحرق كتبه هو فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة أبوحيان التوحيدى، وكتب فى تبرير فعلته أنه يضن بها على أناس عاش بينهم فلم يظهروا له ودادًا ولا حفظوا له عهدًا، واضطروه إلى أكل العشب الأخضر فى الصحراء، وإلى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة.. «وإلى بيع الدين والمروءة وإلى تعاطى الرياء بالسمعة والنفاق، وإلى ما لا يحسن بالحر أن يرسمه بالقلم، ويطرح فى قلب صاحبه الألم». ويحدثنا أبوحيان عن علماء كبار مثله فعلوها قبله، منهم أبوعمرو بن العلاء وكان من كبار العلماء مع زهد وورع معروف، وقد دفن كتبه فى بطن الأرض فلم يوجد لها أثر، وداود الطائى الذى سمِّى تاج الأمة، وقد طرح كتبه فى البحر وقال يناجيها: نعم الدليل كنت، والوقوف مع الدليل بعد الوصول عناء وذهول وبلاء وخمول. " المزيد " |
|
(3) لقد بنى العرب حضارات شامخة في البلدان التي فتحوها شرقاً وغرباً كالحضارة العباسية والفاطمية والأندلسية، إلا أن تلك الحضارات أخذت في الأفول بمجرد القضاء على المكتبات وحرق الكتب ومضايقة الأدباء والعلماء والمفكرين والكتاب مشيرا إلى أن الكتاب في الوطن العربي واجه عبر العصور المختلفة تحدياً كبيراً يتمثل في حرقه وتدمير مراكز وجوده وملاحقة مؤلفيه ومضايقتهم بل قتلهم ." المزيد "
|
كراسي : أول مجلة لها
سبق الريادة باللغة العربية وفي جميغ لغات العالم
|