|
العدد |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
النص الكامل لقصيدة : مايا
نزار قباني |
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الركبة الملساء ، والشفة الغليظة والسراويل الطويلة والقصيرة إني تعبت من التفاصيل الصغيرة ومن الخطوط المستقيمة ، والخطوط المستديرة وتعبت من هذا النفير العسكري إلى مطارحة الغرام النهد ، مثل القائد العربي يأمرني :تقدم للأمام والفلفل الهندي في الشفتين يهتف بي :تقدم للأمام والأحمر العنبيُّ فوق أصابع القدمين ، يصرخ بي :تقدم للأمام إني رفعت الراية البيضاء ، سيدتي ، بلا قيد ولا شرط ، ومفتاح المدينة تحت أمرك فادخليها في سلام جسدي المدينة ، فادخلي من أي باب شئتِ أيتها الأميرة وتصرفي بجميع ما فيها ، ومن فيها وخليني أنام .
مايا تغني – وهي تحت الدوش – أغنية من اليونان رائعة ، وتضحك دونما سبب وتغضب دونما سبب وترضى دونما سبب ، ويدخل نهدها الذهبي في لحم المرايا ، مايا تناديني لأعطيها مناشفها وأعطيها مكاحلها وأعطيها خواتمها الملونة المثيرة ، مايا تقول بأنها لم تبلغ العشرين بعد وأنها ما قاربت أحداً سوايا وأنا أصدق كل ما قال النبيذ وكل ما قالته مايا .
مايا على ( الموكيت ) حافية ، وتطلب أن أساعدها على ربط الضفيرة ، وأنا أواجه ظهرها العاري ، كطفلٍ ضائعٍ ما بين آلاف الهدايا ، لشمس تشرق دائماً من ظهر مايا . (5) من أين أبدأ رحلتي ؟ والبحر من ذهبٍ ، من زغبٍ وحول عمودها الفقري أكثر من جزيرة ، من يا ترى اخترع القصيدة والنبيذ وخصر مايا لها إبطانِ يخترعان عطرهما ويكتشفان رائحة الطريدة ، مايا تسافر في انحناءات النبيذ ، وفي انحناءات الشعور ، وفي إضاءات القصيدة ، وأنا أسافر في أنوثتها وضحكتها ، وأرسو كل ثانية علي أرض جديدة . مايا تقول بأنني الذكر الوحيد وأنا أصدق كل ما قال النبيذ ، وكل ما قالته مايا .
(7)
(8) مايا مهيأةٌ كطاووسٍ ملوكي ، وزهرة جلنار ، مايا تفتش عن فريستها كأسماك البحار ، فمتى سأتخذ القرار؟
مايا تغني من مكان ما ..ولا أدري على التحديد أين مكان مايا..كانت وراء ستارة الحمام ساطعةً كلؤلؤةٍ..وحولها النبيذ إلى شظايا .
(11) مايا تقول بأنها امرأتي ..ومالكتي ، ومملكتي ..وتحلف أنها ما ضاجعت أحداً سوايا ، وأنا أصدق كل ما قال النبيذ..وربع ما قالته مايا .
|
|
قال نزار قباني
|