|
(8) إن لم تكن الحفلة في الهواء الطلق كما هو متعارف عليه في حفلاتها ومسرحياتها العظيمة في ستينيات بيروت من القرن العشرين ، وكانت هذه الحفلة في قاعة مسرحية جيدة التهوية ومرتفعة الجدران ومعدة سلفا بطريقة هندسية باهرة تليق بجارة القمر ، نلمح من مقاعدنا الوثيرة بعد طول انتظار، ستارة القطيفة ذات اللون النبيذي البالغ الوقار ، ذلك اللون الذي يميز لوحات فناني عصر النهضة عن غيره من ألوان ، نلمح بانتباه الستارة وهي تذوب رويدا .. رويدا ونحس بها وهي تغوص في ذاتها ، فيما تنهض المقدمة الموسيقية علي نحو لا ندري من أين تنبعث لأن جل اهتمامنا يخمن من أية جهة سوف تطل علينا فيروز .
تخرج من حيث لم يسعفنا التوقع وتحي جماهيرها باحترام وفي غاية الاختصار، تفعل ذلك من دون أن ترفع الكلفة بيننا وبينها ، وتبدأ من فورها بالغناء وكل أغانيها السابقة واللاحقة ليس لها إلا مقدمات موسيقية في منتهى الإيجار لا تزيد عن نصف دقيقة ، ومهما صفقنا لها في وسط الأغنية فأنها ترد علي هذا الاحتفاء بانحناءة بسيطة وتمضي .. تمضي في الغناء . وعندما تنتهي هذه الأغنية تحي جماهيرها بأدب جم وتمضي .. تمضي مرة أخري في الغناء ، وهي لا تقف بين أغنية وأخري لتلبي طلباتنا أو تسألنا ماذا نريد أن نسمع منها ، ولأنها تحترم فنها وجماهيرها الرفيعة تمضي الحفلة ، تمضي بسلام علي غير السائد في الحفلات الأخرى . في عقد غير
مبرم بينها وبين جماهيرها، تقاليد ثابتة تشكلت منذ حفلاتها الأولي ، من بنود
هذا العقد علي سبيل المثال لا الحصر، أن هذه الجماهير لا تصفق لها إلا في
الوقت المناسب ، مما جعل فيروز الأقدر علي الإجادة والإبداع . |
(9) سفيرة النجوم إلينا
|
|
|
|
|
|
|
|
غلاف الكتاب
|
|
جميع الحقوق
محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور
هذه الصفحات إلا بإذن كتابي من المؤلف
فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض
النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي
تفرضها الأصول العلمية . |
|
مواقع أخري جديرة بالتصفح |
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |