الآخرون .. وأنا |
|
|
عش الحمامة عبارة عن ملاذ وخلوة فنية ومعتزل شخصي للقراءة والتحصيل الثقافي للوالد الكريم الفنان ( فتحي العريبى ) وكانت بداية هذا العش في غرفة حديثة البناء وواسعة تطل نوافذها علي نسيم البحر مباشرة يتصدرها فناء مسقوف ومزودة بمطبخ صغيرة ودورة مياه متكاملة ، وعلي مقربة منها برج صغير لتربية الحمام كمادة ميدانية للدراسة والتصوير و تقع هذه الغرفة مباشرة فوق بيت العائلة المكون من طابقين ، علي الرصيف الشرقي من شارع الطيرة بمنطقة الرويسات في مدينة بنغازي.
عش الحمامة في بداية تأسيسه - 1975
ولقد تشكل هذا المعتزل الفني ، كما يتشكل عش حمامة حقيقية وذلك في ربيع العام 1975 وهي نفس الفترة التي انبثقت خلالها فكرة تأليف وتحقيق كتابه الموسوعي : هديل الحمامة البيضاء . بدأ أولا بمنضدة مستديرة وكرسي خشبي وآلة كاتبة عربية وسرير فردي ثم أخذت الأشياء تتراكم وتتزاحم وتحتل أمكنتها - أرفف للكتب - أدراج وخزائن لحفظ آلات التصوير والصور - معمل فوتوغرافي صغير - أجهزة مرئية وأخرى مسموعة - أدوات الرسم - ملفات الأرشيف الثقافي من صور وقصاصات صحف ومجلات مصورة .
الشاعران الغنائيان : عبد الله نجم - عبد السلام زقلام - في زيارة للعش 1977
أتاحت له هذه الخلوة فرصة إعداد جميع أنشطته الفنية والأدبية والثقافية سواء الكتب منها مثل : المتفرج الوحيد عام 1975 و البعد الثاني للقضية عام 1984 وكذلك البرامج المسموعة وفي مقدمتها برنامج : شريط تسجيل، وسلسلة من الأفلام السينمائية التجريبية القصيرة : مجرد أحلام - دقات الساعة - الأطفال أطفال - العودة إلى بيسان - الخلية والعسل - والمحاضرة - المأخوذ عن مقالة اجتماعية للصادق النيهوم بعنوان : والله بالمجان - إضافة إلى مجموعة من البرامج المرئية في حلقات أسبوعية : ألوان - أغاني الحياة - قوس قزح - أبعاد مرئية . ولم يقتصر هذا العش علي استضافة الأصدقاء المقربين جدا بل تعداه لاستقطاب حمائمه البيضاء طوال ساعات النهار حيث استأنست للمكان لما وجدت فيه من أمان وسكينة وأخذت تحط علي مكتبه وتلتقط من يديه حبات - الفول السوداني - الكاكاوية .
الفنان فتحي العريبي مع حمائمه الأليفة - أمام العش 1975
في منتصف شهر يونيو عام 1997 أنتقل بالعش مع العائلة إلي سكن جديد أكثر اتساعا وفي منطقة هادئة جدا بشارع ديشوم رقم 11 بحي خالد بن الوليد – الفويهات الشرقية ليحتل هذا العش شقة كاملة بالدور الثالث مكونة من عدة غرف فسيحة ومريحة تفتح شرفاتها علي مسجد : سُراقة بن مالك – المواجه للبيت بمسافة عشرة أمتار ، وفي عام 2006 وعقب استلامه مستحقات جائزة الفاتح العظيم للفنون والآداب لسنة 1999 عن دوره الرائد في مجال التصوير ، انتقل بالعش إلي الدور الأرضي ( البدروم ) ليؤسس به مقره الجديد ، ويشرع في تأسيس متحف الصورة الليبية ( المتحف قيد الإعداد والتجهيز ) العش حاليا مزود بكامل أجهزة الحاسوب الشخصية وهاتف جديد يحمل الرقم : 2230185-61-218 وصندوق بريد 486 ، كما أنه ومنذ ربيع عام 2000 علي اتصال بشبكة الإنترنت العالمية ، وفي شهر مارس 2005 أطلق مجلته الرائدة : مجلة كراسي – وهي أول مجلة لها سبق الريادة في اللغة العربية وفي جميغ لغات العالم المتخصثصة في فنون وأدبيات الكرسي والكراسي وعنوانها : www.kraassi.com .
الحمام ضمن زوار المعرض الخامس لـ : ( فتحي العريبي ) أثينا - خريف 1976
وبحكم معرفتي به كأبنه فإن مراحله الفنية مقسمة حاليا إلي أربعة محطات هامة الأولى:( الرمادية ) 1964 - 1974 وجميع صورها بالأسود والأبيض تليها المرحلة ( الحمراء ) التي تشكلت في بيروت ربيع عام 1975 ويميزها اللون الأحمر في معظم لقطاتها ، ومنذ العام 1995 تحول إلى المرحلة ( الإلكترونية ) عن طريق الحاسب الآلي الذي طور رؤيته التشكيلية معتمدا علي حصيلة ضخمة من الثقافة البصرية وأدبيات الفنون التشكيلية في مشرق الأرض ومغربها مما سهل له الحضور الدولي البارز في مواقع عدة علي شبكات الإنترنت المتميزة ، أما المحطة الرابعة والتي يعتبرها في غاية الأهمية فهي : المرحلة الوثائقية . ففي مطلع العام 2000 تحول بل تفرغ إلي حد كبير لما يمكن تسميته بـ : المرحلة الوثائقية والتي لا تقوم علي فعل التصوير بل تعتمد علي رصد كل ما يتصل بتاريخ ليبيا المصور بدُا بكتاب إيطالي عنوانه : رحلة عبر الأراضي الليبية - الصادر عام 1880 مرورا بأكثر من خمسين كتابا مصورا في هذا الاتجاه ، من أهمها كتاب غرسياني : CIRENAICA PACIFICATA برقة الهادئة بحسب ترجمة : الأستاذ إبراهيم سالم بن عامر - أو برقة المهدأة في ترجمة أخري للأستاذ محمد بشير الفرجاني .
العش أواخر العام 1996 قبل انتقاله لمقره الجديد في منطقة الفويهات الغربية
فتحي العريبي الذي عرفناه عاشقا للحمامة ومحبا للمهرة العربية حبا جما هذه المخلوقات التي أطلقها علي نحو بديع في فضاءات لوحاته الفوتوغرافية والتلفزيونية لأكثر من أربعين سنة وما يزال · هو من مواليد مدينة بنغازي في 15 مارس عام 1942، فنان عصامي علم نفسه بنفسه كل الفنون التي يتعاطاها ويمارسها · فنان لم يتوقف عند فن محدد أو أسلوب معين بل يتجدد بين لحظة وأخري ، يبدع أساليبه المبتكرة وإن ظل منذ العام 1975 وفيا لمنهجه الفني القائل : ( الفن للحب ) وهو المنهج الذي يستظل بالحمامة كشعار ويأخذ من الفن للفن الشكل ومن الفن للحياة المضمون .
نبيل
فتحي العريبي
|
زوار عش الحمامة
فتحي العريبي الذي دخل المرحلة الرمادية عام 1964 ، استمر بها ولها عشر سنوات جعل من اللونين الأسود والأبيض مليون لون هي حياتنا كلها ، أما اللون الأحمر الدافئ والثورة والعاطفة فقد طغي علي سطح مرحلته الملونة منذ عام 1975 ليقول : أنا أحيا
عبد العزيز تاج أشعر أنك تعيش عالما مختلفا ، عالما بلا حدود وبلا ضغائن وبلا كراهية وذلك عالم المنتجين والرسل والذين يحبهم الله . عبد الرازق أبوخيطكاتب صحفي 3 . 12 . 1976
عاشقة بيتك
وأحـــلامه بالكاميرا رسمت الكاريكاتير الضاحك ، وبالكاميرا رسمت الجمال لنزداد حبا في الحياة ، وبالكاميرا رسمت الخريف بتجاعيده وذكرياته . طوعت الآلة المعدنية لتنقل لنا الحياة بأفراحها وأتراحها برؤية تختلف كليا عما اعتدناه ، الأمر الذي يجعلني أشعر بالقلق علي مستقبلي كفنان تشكيلي وعلي الحركة التشكيلية عموما من أن تُرسم اللوحة الجميلة من خلال آلات التصوير ، وما أكثر ممتهني مهنة التصوير هذه الأيام . ولكن الكاميرا مجرد أداة في يد حاملها كالريشة في يد الفنان ، والمعدن البارد الذي يرسم لنا الابتسامة بحرارتها والجمال في أبدع معانيه وراءه الفنان (فتحي العريبي) ، وهنا أتنفس الصعداء ارتياحا علي مستقبلي المتواضع كفنان تشكيلي عندما أتذكر أن ليس كل من حمل آلة تصوير هو الفنان المبدع فتحي العريبى . محمد أزواويرسام كاريكاتير 30 .5 .1977 طفل وحمامة وصورة الدوامة و ( ريكوردر ) حالم بأنغامه في عش الحمامة فتحي العريبي اللي الصورة خلاها ابتسامة والحمام عالم سلام عالم محبة ، عالم غرام في غرام والحمام طبعك - يا فتحي - يا مخلص ع الدوام والصورة ع الطبيعة من غير زيف وتدجيل يصغر قدامها مليون رسام ومرسم ويعدي الحمام ويطير الحمام فارد .. ع الدنيا رايا بيضا ، رمز السلام عبد السلام زقلام شاعر غنائي 18 . 8 . 1977 في جلسة زاخمة من العطاء الفني في عش الحمامة ، تمنيت أن يطول الليل وأن يطول الحوار أيضا . أحمد المرابطكاتب وفنان تشكيلي 2 . 4 . 1987 يا أيها الطاعن في الجمال . يا أيها السادر في فضاء السؤال . يا من يتجاوز في الإيماءة المقال إنى أعلن عليك لعنتي وأغرق في الخيال . أحمد الرفاعيشاعر وصحفي - سوري 9 . 5 . 1988 يصغر العش بمن فيه ، لكنني أراه وأراك يكبر . يكفي رغم كل أنواع التفرد الأخرى أن تتفرد عن القطيع . التفرد يعني عندي التوحد بذات تسمو عن سائر الذوات . أن تحيا كل الحياة ، وهأنا أراك حيا قلقا متمردا وثابا تمل المادة وتزدري الرتابة وتبقي رغم ذلك بل وبسببه وحدك يراقبك - الآخرون - لكنهم يظلون هناك وتسمو . د . نجيب
الحصادي كنت أقول لن يكون للأصدقاء رائحتهم القديمة ولا اتساع الفرصة قائم للمسرة ، وأنا الذي قلت هذه الروح المشدودة ، هذا القلب لو يسع لو يطغي وإذ تباغتني بهذه الفسحة من الفرح ستظل تلك الرائحة القديمة ذلك المطر ، إذ تدخل في نسجينا رائحته الممزوجة بتراب أزقتنا وبما يبقي يعتمل في الذاكرة . وأقول أيضا في الإمكان أن يسع هذا القلب ويتسع باتساع هذا - العش - الذاكرة . فسحة الحب الممكنة وأغنية العاشق المحتملة هي زيارة لا متسع من الوقت فيها ولكنها حتما باقية . بشير زعبية
هذا ملاذ فنان . هذا لا يليق بغير الفن والفنان ، ولعلي بواعز من الفنان الذي يسكنني منذ أمد بعيد لجأت إليك حين يداهمني التكرار في الحياة وينتحب قلبي ، ألوذ إلي هذا – العش – الاستثنائي فأجد قلبي وقد كف عن النحيب . عبد الرسول
العريبي أنا لم أع في لحظة ولادتي دهشة الأشياء ، ولكني في هذا العش أتمتع بولادة أخري أري فيها هذا العالم جميل ، ولا ثمة من ينجز هذا الإحساس سوي فنان عظيم . سالم
العوكلي آه .. أنت في هذه الجلسة الصغيرة تدعوني إلي الحلم . وهل هناك أروع من صديق حبيب حالم . عذاب
الركابي ولعل ما بيننا شيء أكثر من جنوننا أو أحلامنا في عمل مشترك . لعلنا ننجح في العثور علي أمثالنا في وطننا العربي المغلوب علي أمره وأن نكون جميعا - عش حمامة - يجمعنا في إبداع واستمرار . عصمت
داوستاشي ثمة كلمات في كتاب الإبداع الليبي لا يقترفها سوى الشعراء ونفر من المجذوبين في محراب الفن الخلاق (فتحي العريبي) أحد أولئك الذين ابتكروا فن الاستنطاق ونجح باقتدار في تأنيث – الصورة – بأناقة الهديل وعنفوان الصهيل ، وتخصص في اصطياد الضوء ورصد مساقطه وأطيافه وتوثيقه برقة الفراشات محمود أحمد
البوسيفي عندما زرت هذا العش ( الكنز )شعرت بمدي حجم الشفافية والصدق وتوحد الفنان فتحي العريبي مع نفسه ومع فنه ، وهو بحق في مستوي التقدير والجوائز الكبري .
خلود الفلاح
عشك محراب ثقافة وإبداع ، في ربوعه يشعر الإنسان بالأمان والراحة وبقيمة الفن داخله.
محمد الأصفر
|
العش بمقره الجديد
لقطات من داخل
العش
|
|
^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^
|