|
|
|
المولودة في أبو ظبي عام 1958 والأنثى العربية ذات الكفاءات العالية في
الاقتصاد السياسي والفلسفة ، ولأنها تضج بالحيوية والحركة والتدفق في معالجة
ما يشكو منه مجتمعها فقد تم القبض عليها وألقيت بين الحيطان الأربعة ، جري
تفتيش ذاكرتها حرفا حرفا ولم يفزعها السجن إنما كان يرعبها ما يدور خارجه ،
ما حدث لها يعد من أشد ما تعرضت له الثقافة والحرية معا ، إلا أن ظبية خميس
المهيري قد تعلمت من تجربة السجن أن لا تخاف صداقة ذاتها وكان ترغيبها
وإرهابها أضعف بكثير من صلابة الشاعرة والإنسانة ولم تتحول إلى النموذج المسخ
السائد في أوساط المثقفين العرب . |
الدائرة
المغلقة تكرر منعطفاتها ، تدعي الخصب في موسم القحط ، يا للسخرية ألا يمل
السجان رتابة الدائرة ، نكثت عهدي أعددت صياغة إيماني واستسلمت لشرور الذهول
. |
ظبية
خميس - الحالمة . تحلم أبدا بكتابة رواية ذات عوالم شعرية موضوعها الوطن
ومساحتها تمتد من أبعد موجة يتيمة هاربة من أمواج الخليج إلى نورس عجوز متوحد
في صمته علي صخور المحيط ، رواية عن وطنها الساحر والمسحور . غير أن – ظبية –
تري في نفسها أنها ما تزال تلميذة كبيرة في حقل القصة ، تلميذة من مدرسة
المشاغبين لم تحتمل تهريج مرسي الزناتي ومقالب بهجت الأباصيري فتركت قاعة
الفصل ولم تعد . خرجت تلملم تجربتها الأدبية لتستوعب ما اكتشفته في دواخل
روحها وفضاءات عقلها . |
في
ذاكرة الضعف البطيء ألقيت بعقاقيري فوق سنان بعير لا يكترث بخط السير ، جبت
البراري اتبعه فتهت وقهقه مدركا لعبة المزج العتيق ، أتلف اللعين كل خباياها
فأعلن مناعته لداء العشق .
|
واكتشفت
– ظبية – عقب عودتها للوطن عليها أن لا تضحك لأنها المرأة المجلودة والمقهورة
، لكنها لم تعبأ بكل ذلك وطفقت تراجع كتابات رفيقاتها من الأديبات الخليجيات
ووجدت بها كما كبيرا من الإحباط والتمزق والألم ومرد ذلك برأيها يعود إلى
التحول النفطي في زمن يفترض عندها أن يكون أفضل من الناحية الاقتصادية لكنه (
والكلام لظبية ) ليس كذلك من الناحية الاجتماعية والنفسية . |
أيها
النزع الحزين . أما حان أوان الخصب ، أما حان اصطفاء الرماد من بين أعواد
الحريق ، أما حان للمتعب أن يمتطي بوابة الجرح ويمضي حاملا بين يديه الرئتين
نافخا فيها من نافورة أنفاس التعب . |
وعندما سئلت – ظبية – عن واقع إنتاجها الأدبي وما يتعرض له من نقد صرحت بأن هذا يأخذ شكلين إما الإعجاب الحاد أو الهجوم التدميري والهجوم بحد ذاته كما تعتقد يأتي من جهات رجعية للغاية تنظر إلى إنتاجها الإبداعي عبر عيون السلفية الفكرية والدينية ، أما طبيعة الهجوم التقدمي فانه بتقديرها ليبرالي وينظر إلى أعمالها ونشاطها الفكري كيسار طفولي معلنا تحفظه علي ما تدعو إليه أو تكتب بحجة أن الزمن لم يحن بعد في منطقة الخليج .مع ذلك فان – ظبية – تصر علي أنها كاتبة من الوطن العربي ككل بل وكاتبة عصرية تحديدا تعيش ضمن زمانها وتحولاتها التاريخية وهو ما تعتبره الرد الوافي علي مجمل المواقف من الأطراف المعجبة والحادة معا . |
|
الكتاب مجاز من قبل إدارة المطبوعات في بنغازي
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذا الكتاب إلا بموافقة كتابية خاصة ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |