|
|
|
اخترقت
– سنية صالح – الحساسيات الجديدة لتتخذ لها في الشعر العربي موقعا ذا ظلال
وذا لمعان .. وكانت هذه الشاعرة تحدد حالات عنفها وتدفقها وتحصي الداخل
بغريزة مجربة ونقية غريزة واعية تنعكس علي اللغة ذاتها لكن بلا ثنائية ولا
انفصال وإنما بشغف عضوي. من هذه النقطة بالذات وقفت بين التجارب الشعرية
الطليعية التي انطلقت من مجلة –
شعر . |
كي اشق
ذلك الهدير الغامض احمل وطأة موتي ينصحونني بقبوله ذلك الموت يغرونني
بالاستسلام له . تأخذ الريح شلوا من جسدي اجري خلفها و أعيده وعندما تأخذ آخر
وتلهو به اهجم ثانية و أعيده هكذا دارت الحروب علي مداخل الجسد حيث يقف رجل
من النحاس يلقي القبض علي ما يفر من الذات . |
في
الربع الأخير من عام 1985 وبعد صراع مع المرض وتشبثه المذهل في خارطة جسدها
ماتت الشاعرة السورية – سنية صالح –
عن خمسين عاما مخلفة غصصا و حرقات في قلوب محبيها وبخاصة ابنتيها : شام و
سلافة وزوجها الشاعر محمد الماغوط . وسنية الإنسانة كانت وهي تتدرب علي الألم
تلعب بغير السائد وغير المألوف فإحساسها متوغل في الموت وأحست به قبل حضوره
ولم تفاجأ بإشاراته . |
أنا
المرأة الرهينة السلف يطالب بي الخلف وأنا أنتزع نفسي عنوة من فم الفراغين
أحلم بآخر الكون عل المجد البشري يشهد النهاية ، ينتظر طويلا حتى تنتهي
الحضارات كلها ، العشاق والشعوب أو ربما تهاجر وتبقي الأرض لي
لي وحدي لأكون حواء الرائعة لكنني صحوت فوجدت
الحراب تطوقني لقد كان حلما أيها القضاة . |
وأولي قصائد سنية صالح ( 1935-1985 ) نشرت في مجلة شعر في
أوائل ستينيات القرن العشرين . |
اللوحة
مزينة بالدم يصخب النهر الذي يبحث عن الميناء المفقود حيث عينا الحبيبة
توقدان الضوء لشراع تائه وأنا حضور حزين علي أبواب مدينتها المغلقة . |
قبل
وفاتها بخمس سنوات صدرت مجموعتها الشعرية ( قصائد ) ، وقاري سنية صالح ينتابه
إحساس دفين بان الشاعرة كانت تعاني وحدة مستغلقة وانكسارا حادا بعيدا تغلفهما
سطوة حزن عرم مفتوح فأشعارها مليئة بكثير من المصطلحات التي تعبق باليأس
والضياع والرحيل والألم والبكاء والندم والموت وهي برغم انشغالها المحوري
الذاتي لم تهمل التحولات الجذرية التي كان يمور بها المجتمع العربي إذ كتبت
كثيرا في الستينيات حول ثورة الجزائر تلك الثورة التي تحول فيها لحم أطفالها
إلى وليمة، وكتبت عن السود في أمريكا بل الإنسان المقهور في كل بقاع الأرض .
|
كيف
تجيء النهايات كيف ينتهي الصباح كيف تنتهي الموسيقي كيف أصنع رأسا من تلك
الصخرة التي تعتلي منكبي كيف أروي تلك المساحات الشاسعة من الرمال ، وأنا لا
أملك إلا قطرة دم واحدة منحني إياها جمع غفير من الأجداد وأخبروني أنها سري
فانتابني نوع من الحيرة كيف أدخلها جسدي ، لا لضيق المكان وقلة الشرايين بل
لأنني لم أعتد علي الوجود بعد . |
|
الكتاب مجاز من قبل إدارة المطبوعات في بنغازي
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذا الكتاب إلا بموافقة كتابية خاصة ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |