" بالرغم من عدم معرفتي باللغة العربية وعدم قدرتي علي فهم كلمات أغاني أم كلثوم إلا أن صوتها ينفذ إلى الفؤاد ويستحوذ علي الأسماع . " الفنان التشكيلي الأفريقي |
ولدت فاطمة إبراهيم بقرية طماي مركز السنبلاوين بمديرية
الدهقلية عام 1904 وكان والدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي قارئا ومنشدا ،
ولما بلغت فاطمة الخامسة من عمرها ألحقها بكتّاب الشيخ عبد العزيز حسن
بالقرية مع شقيقها خالد وحفظت جانبا من القرآن الكريم وكانت ترتله بصوتها
الجميل وقد مكنها حفظها للقرآن وتجويده فيما بعد من إجادة اللغة العربية نطقا
وفهما ، وبدأت حياتها الفنية بغناء الموشحات الدينية والقصائد والابتهالات في
القرى مع والدها وأخيها ومن هذه الموشحات : |
جل من طرز الياسمين |
في عام 1923 انتقلت من القرية مع أسرتها واستقرت بالقاهرة
وكان أول من التقت به من الفنانين الملحن الشيخ أبو العلا محمد وكان صديقا
لوالدها فحفظت عنه مجموعة من القصائد الغنائية منها : |
وحقك أنت المني والطلب . أمانا أيها القمر المطل . أفديه إن حفظ الهوى . غيري علي السلوان قادر . |
وفي عام 1924 تعرفت علي شاعر الشباب - أحمد رامي - وعندما
أنفض اللقاء العابر بينهما صرح في الحال لأحد جلسائه بهذه الأبيات : |
ترسل الشعر منطقا عربيا بين الآي واضح التبيان |
في عام 1926 اتجهت اتجاها جديدا في أسلوب غنائها باستغنائها علي المنشدين المعممين واستعانت بالموسيقيين لمصاحبتها في الأداء كما تخلت نهائيا عن الزي الريفي وارتدت زي القاهرة المحتشم ، ومن الملحنين الذين شدت بألحانهم محمد القصبجي عام 1924 وداود حسني عام 1930 وزكريا أحمد عام 1931 وفي سنة 1936 تعرفت علي الشاب الموسيقي وعازف العود الماهر رياض السنباطي وكان أول ما وضع لها من ألحان مونولوج : النوم يداعب عيون حبيبي . وبرجوعنا إلى أرشيفنا في ( عش الحمامة ) وجدنا أن معظم روائعها
الخالدة كانت من ألحان الموسيقار رياض السنباطي ففي عام 1935ومن أشعار أحمد
رامي غنت من ألحانه : علي بلد المحبوب . وفي عام 1937 أفرح يا قلبي وغنت له
في عام 1939 أغنيتها الشهيرة : يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا ، ثم
توالت اللقاءات بينهما فنجد أنهما في عام 1946 ومن شعر أحمد شوقي التقيا سويا
في قصيدة نهج البردة ، وفي نفس هذا العام ومن شعر أحمد شوقي أيضا قصيدة : |
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها |
وآخر لقاء بينهما كان في القصيدة المقدسة للشاعر صالح
جودت ومنها هذه الأبيات : |
لن يطلع الفجر علي ظالم |
السيدة أم كلثوم سيدة متحدثة لبقة وكانت علي قسط وافر من
الذكاء وحضور البديهة وسرعة الخاطر هذه الفنانة العبقرية كانت تجيد لغتها
العربية إجادة تامة كما تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتحفظ مئات
الأبيات من الشعر لفحول الشعراء وكانت من محبي السفر والترحال وزارت معظم دول
العالم ومنحت الأوسمة والنياشين الرفيعة أينما حلت فحين زارت فرنسا عام 1967
من أجل المجهود الحربي وغنت في أضخم مسارح فرنسا : قاعة مسرح الأولمبياد
بباريس كتبت عنها في اليوم التالي صحيفة فرانس سوار : إن صوت أم كلثوم
ليس له شبيه في العالم سواء من حيث القوة والنقاء والصفاء والتأثير علي
المستمعين . |
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
|
ففي الرابع عشر من شهر فبراير عام 1975 رحلت عنا اليمامة
الذهبية المبدعة السيدة أم كلثوم ذلك الركن المهم في الموسيقي العربية والرمز
الغنائي الذي لا يختلف عليه اثنان من محبي الغناء الرفيع
،
اليمامة التي يصعب تعويضها في المدي المنظور |
للاستماع إلي
القرآن الكريم
|
الكتاب مجاز من قبل إدارة المطبوعات في بنغازي
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذا الكتاب إلا بموافقة كتابية خاصة ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |