|
بعد مغامرتنا التونسية (1) عام 2007 . ها هي الآن المغامرة السكندرية في سلسلة من التحقيقات الإلكترونية والتي لم يسبق تناولها من قبل بمثل هذا الزخم الحاشد من الصور المتقنة والدقيقة وبما تحتويه من معلومات جديدة. ففي مجلة كراسي - بالعدد 49 لشهر أبريل 2009 كنا قد نشرنا تمهيدا من هذه التحقيقات تحت عنوان : الكرسي علي أغلفة الكتب المصرية (2) ، وهنا المغامرة السكندرية الأولي وتنقسم إلي شطرين. الشطر الأول من هذا التشكيل يتناول : ذاكرة الأمكنة – من خلال منحوتة مركبة علي هيئة رجل يجلس علي كرسي - للفنان المصري القدير الأستاذ : جمال عبد الناصر أبو اليزيد غنيم (3).
أمولة
خريبيش - في جرافيك إلكتروني عن فوتوغرافيا لـ : فتحي العريبي 2005 أما : جماليات المكان - فهو عنوان لكتاب ممتع من ترجمة : غالب هلسا – ومن تأليف : غاستون باشلار – أرسلته لنا من مدينة : نيوكاسيل في بريطانيا بهيئة ملف : (4) DPF مراسلة مجلة كراسي ، الأستاذة : أمولة خريبيش. ومن جهتنا اعتمدنا أولا في تحقيق هذه ( المغامرة ) علي عدة صور ثابتة - التقطناها لمنحوتة مركبة للفنان المصري القدير الأستاذ : جمال عبد الناصر أبو اليزيد غنيم ، وقراءة متأنية للكتاب آنف الذكر. مع بعض ( اللقطات الفنتازية ) من حصيلة عدستنا لجملة من المشاهدات السكندرية . في أثناء الفترة من يوم الاثنين 04 فبراير 2009 إلي يوم الجمعة 27 فبراير 2009 أمضينا إجازة هادئة بمدينة الإسكندرية ( مدينة : سيد درويش - محمود مختار - سيف وانلي - محمد ناجي – يوسف شاهين -عمر الشريف .. وغيرهم من رموز الثقافة المصرية المعاصرة .). وكانت إقامتنا واستضافتنا بالكامل في أول متحف صغير للفنون التشكيلية في العالم - ( المتحف الصغير ) الذي يحتوي علي أكثر من مئة لوحة ومنحوتة أصلية لنخبة من الفنانين المصريين الرواد منهم والشباب ، منحوتات ولوحات من الحجم المتوسط والصغير وهو المتحف (5) الفريد من نوعه في مصر والعالم والذي أسسه بالمجهود الذاتي الفنان السكندري القدير الأستاذ : عصمت داوستاشي الملك (6) - في شارع الكواكب المتفرع عن شارع البيطاش بمنطقة العجمي .
أكثر من 100 لوحة ومنحوتة أصلية
لقطة لجدار في بيت الفنان : عصمت داوستاشي - تصوير : فتحي العريبي 2009
شارع البيطاش بالعجمي تحت المطر من السيارة - فوتوغرافيا لـ : فتحي العريبي 2009 هذا ولم يحن الوقت بعد للخوض في تفاصيل الإقامة في هذا المتحف ونشر كل ما كتب عنه في الصحف المصرية والعربية والدولية ومواقع الإنترنت الجادة والرزينة. وما يحتويه سجل الزوار من ملاحظات. غير أن ما يجب الإشارة إليه أنه لفت انتباهنا تمثال صغير للفنان : جمال عبد الناصر أبو التزيد غنيم ، علي رف في ركن بهذا المتحف بجوار مكيف الهواء ، تمثال مركب من أسلاك معدنية وفضلات الأقمشة الملونة وأخشاب صغيرة ، تمثال ملون بحسب ألوان ملابس البلياشو والمهرجين في السيرك لرجل يجلس علي كرسي ، وفي الحال التقطنا له صورة حيث هو . ولم نكتف بالطبع بلقطة واحدة ، بل قمنا بتثبيت الكاميرا علي حامل ثلاثي الأرجل وهيأنا التمثال من جديد في لقطة : أولي علي منضدة في مواجهة العدسة مباشرة وبإضاءة خلفية عبر نافذة الشارع ، والتقطنا له صورة ثانية بتدويره 45 درجة بحسب اتجاه عقارب الساعة ثم لقطة ثالثة بتدوير 45 درجة أخري وهكذا إلي أن نفذنا حوالي عشر صور بتدوير متتالي ثم أعدنا التمثال إلي مكانه.
وعندما فرغنا من إنجاز هذا العمل (7) ، هيأنا بعد ذلك كاميرتنا للحاق بموضوع آخر ينفذه مجموعة من الصبيان والفتيات ( 11- 13 سنة ) من منتسبي النشاط الفوتوغرافي التابع لمكتبة الإسكندرية ، يدربه ويشرف عليه المصور الفنان : عبد الله داوستاشي.
قلعة : قايتباي – وهنا يقاس مدي ارتفاع
هذه القلعة ، بالنخلة والرجال علي يمين اللقطة
جيل مدهش من المصورين والمصورات في عمر
الفراشات .. بمدينة الإسكندرية
فراشة إسكندرانية متلبسة بفعل التصوير
بنات بحري عند قلعة قايتباي
تعبت من
عبور هذه الحياة ومن سحب كرسيها خلفها إلي حيث لا تدري
كرسيان طال انتظارهما ، ومظلة في مهب
الريح وغراب يقف علي رجل واحدة ينتظر هو الآخر
بكل المقاييس الثقافية .. إسكندرية وبلغة البحر وأبجديته ، شكل تاني .. تاني .. تاني
أسف .. يخوض معركة إلكترونية معقدة ، ويخرج منها في نهاية اللعبة منتصرا وفي بنغازي وبعد أسبوع من عودتنا من ( بحر إسكندرية ) عدنا ثانية لقراءة كتاب : جماليات المكان - واخترنا منه للحفيد العزيز - يوسف أحمد العريبي ( أسف - 4 سنوات ) الفقرات التالية :
من هذا القادم يدق باب البيت ؟
من الواضح تماما أن البيت كيان مميز لدراسة ظاهراتية لقيم ألفة المكان من الداخل ، علي شرط أن ندرسه كوحدة وبكل تعقيده ، وان نسعي إلي دمج كل قيمه الخاصة بقيمة واحدة أساسية . وذلك لأن البيت يمدنا بصور متفرقة، وفي الوقت ذاته يمنحنا مجموعة متكاملة من الصور. وفي الحالتين سوف نبين أن الخيال يمنح إضافات لقيم الواقع. إن نوعا من الانجذاب نحو الصور يركزها – أي القيم – في البيت. فلو تجاوزنا ذكرياتنا عن كل البيوت التي سكناها، والبيوت التي حلمنا أن نسكنها، فهل نستطيع أن نعزل ونستنبط جوهرًا حميمًا، ومحددًا، يبرر القيمة غير الشائعة لكل الصور المتعلقة بالألفة المحمية ؟ وهذه هي إذن المسألة الرئيسية.
البيت هو ركننا في العالم . انه، كما قيل مرارا، كوننا الأول، كون حقيقي بكل ما للكلمة من معني. أن مؤلفي كتب: ( البيوت المتواضعة ) كثيرا ما يذكرون هذا الملمح من جماليات المكان. ولكن هذا الذكر مختصرا جدا. فلأنهم لا يجدون إلا القليل يقولونه عنها فإنهم يكتبون عن باستعجال : إنهم يصفونها كما هي دون معايشة بدائيتها ، تلك البدائية التي تسم كل البيوت – غنيها وفقيرها – والتي يتم اكتشافها إذا رغبنا أن نمارس أحلام اليقظة .
كل الصور البسيطة والعظيمة تكشف عن حالة نفسية . والبيت أكثر من منظر طبيعي ، إذ هو حالة نفسية . وهو كذلك حتي لو رأينا صورة له من الخارج . إنه ينطق بالألفة . إن علماء النفس بشكل عام ، وفرانسوا منكوفسكا بشكل خاص ، بالاشتراك مع الذين نجحت في إثارة اهتمامهم بالموضوع ، قد درسوا صور البيوت التي يرسمها الأطفال ، واستعملت هذه الرسوم كوسائل اختار . وميزة استعمال البيت كمادة للتجارب أنه – البيت – يعشق التلقائية ، لأن الكثير من الأطفال يرسمون البيوت بتلقائية وهم يحلمون مع الأوراق والأقلام . وهنا تقول أن باليف : " عندما تطلب من الطفل أن يرسم بيته فإنك تطلب إليه أن يكشف لك عن أعمق حلم للملجأ الذي يري فيه سعادته . إن كان الطفل سعيدا فسوف يرسم بيتا مريحا ، تتوفر فيه الحماية والأمن . بيتا مبنيا علي أساسات عميقة الجذور . ".
إن كان الطفل سعيدا فسوف يرسم بيتا مريحا هذا في منتهي الاختصار عن البيت ، وعن كتاب : جماليات المكان . ونعود بكم إلي ما تم تحقيقه بشأن موضوع : ذاكرة الأمكنة (7).
بيت صغير في البراري صحبة مطربتنا المائية : فيروز (8)
للمزيد حول هذه
المغامرة .. أضغط علي
الروابط التالية |
|
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة كراسي www.kraassi.com ولا يسمح بنقل أي جزء من نصوص وصور وموسيقي هذه المجلة والمنشورات الصادرة عنها إلا بإذن كتابي ، فيما عدا حالات الاقتباس القصيرة بغرض النقد أو التحليل وفقا للقواعد التي تفرضها الأصول العلمية .
كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميع لغات
العالم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|