تشكيلية - أدبية
غير مرتبطة بمواعيد تحديث ثابتة
 

االعدد
 
الواحد والعشرون
 
01 ديسمبر 2006

 
السنة الثانية
 

رئيس التحرير : فتحي العريبي


 


سيرة  
كراسي العمر
(3)
تتنوع الكراسي بتنوع البشر

بقلم
محمد عقيله العمامي
mohagiela@yahoo.com



 

تتنوع الكراسي بتنوع البشر

وهكذا تنوعت الكراسي ، التي صادفتها في حياتي ، تماما مثلما تنوع البشر الذين التقيتهم في المشوار ذاته ،  منهم من ترك أثر جميلا وذكرى طيبة ، مثل كراسي مقصف كلية الآداب .

ومنهم من ترك أثر مرعبا ؛ مثل الكرسي الذي أجلسني عليه محقق ذات يوم ، ومنهم يذكرك بكرسي طبيب الأسنان " ما من صداقته بُد  " ، ومنهم من يشبه  كرسي الحلاق تغادره إلى الحمام مباشرة !  ومنهم مثل الكراسي البلاستيكية البيضاء ، تجدها  في جميع المناسبات .



صباحات الكراسي والحمامة
تصوير الفنان : أحمد العريبي
طرابلس  2005
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ahmodif@yahoo.com
" المزيد من صور الفنان في الوصلة التالية "
http://www.kraassi.com/index_dwaer.htm

كرسي البلاستك الأبيض هذا ، هو كرسي هذا العصر ، تماما مثلما كان الكرسي الخشبي  الذي يطوى هو كرسي  خمسينيات وستينيات القرن الماضي .

 

كرسي البلاستك الأبيض هذا  رأيته أول مرة في ( كاتلوج) قدمه لي الصديق العزيز صادق الشحومي ، اخبرني أن آلة إيطالية الصنع تنتج هذا الكرسي ، وأفادني أن خامته متوفرة ببلادنا ، وأكد لي أنه مشروع المستقبل .

أعترف حينها أنني  سخرت منه، حتى أنني قلت له مداعبا :  ( العتبة جزاز .. والكرسي نيلو فنيلو ) ، والآن بعد مرور أكثر من ثلاثون عاما تحققت رؤية صادق ، صرنا نرى هذا الكرسي أكثر مما نرى أطفالنا ، فهو حاضر في المناسبات كلها ، وفي المقاهي ، وحدائق المنازل والدكاكين ، والمطابخ .. وفي شواطئ البحر، والمطاعم.. بل صار طاولة  أكل ، فعندما يقبل نحو الجالسون في خيام المناسبات الرجال يحملون (  قصاع الرز، او المكرونة الساخنة ، الطافحة بالسمن ) وهم يطلبون التحلق ( خمسة خمسة !) فيقلب أقرب كرسيا ، فتصير قائمتيه العلويتين   مكانا مناسب للقصعة ، ولا أدري كيف لم يبتكر له المهندسون حتى الآن ، وضعا يمكنه من الثبات من دون أن تثبيت قائمتيه السفليتين برجل من أرجل المتحلقين حول القصعة .

وتشرف هذا الكرسي بجلوس العديد من رؤساء الدول عليها عندما زاروا بلادنا .. وقد شاهدنا فخامة الرئيس حسنى مبارك ، والعديد من الرؤساء الأفارقة مرتاحين فوقها ، وهم في ضيافة الأخ قائد الثورة .  

واعترف لكم  - رغم مغبة هذا الاعتراف  ، وزعل أولادي الذين يبيعون كراسي مخصصة للكومبيوتر  – أنه الأفضل ، والأرخص سعرا ،  والأكثر راحة لمستخدمي هذه الأجهزة .

     

وفي حضور هذه الكراسي البيضاء سمعت تعليقا بليغا ، أتحفنا به شيخنا الفخم الأستاذ على مصطفى المصراتي ، فعندما  انظم إلينا في مقهى من مقاهي طرابلس وقفت له ، متخليا عن مقعدي ، هاما بإحضار كرسيا من منضدة مجاورة . أمسكني من كتفي وقال: يا عمي بطل عبط .. عمرك سمعت عن واحد عاقل ساب كرسيه لواحد تاني .

أطال الله عمر صديقنا الشيخ على المصراتي ، الذي يعرف  ، بالتأكيد ، أن الناس يتركون - لبعضهم البعض – كراسي المناسبات  البلاستيكية  فقط ، أما الأخرى فدونها الموت .


قراءة أخري لإستكمال البحث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيرة الأدبية للروائي الليبي
الأستاذ : محمد عقيلة العمامي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهرس العدد الواحد والعشرون

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعريف بالمجلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرشيف المجلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجل الزوار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للاتصال بنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصفحة الرئيسية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كراسي : أول مجلة لها سبق الريادة باللغة العربية وفي جميغ لغات العالم
المتخصصة في أدبيات وفنون الكرسي والكراسي

صاحبها ورئيس تحريرها الفنان الليبي : فتحي العريبي


^ ^ الانتقال إلي أعلي الصفحة ^ ^