|
العدد |
رئيس التحرير : فتحي العريبي |
|
|
|
|
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ثمة كرسي باغتني , أوقف خطاي المتمهلة على أوراق شجرة القيقب الحمراء المتساقطة التي تفرش الممر و استكتبني لكراسي العش , الوقت خريف وألوان الأشجار في جامعة Iowa تخلب لب ذائقة الرسم والتصوير الفوتوغرافي. |
|
حسنٌ !! فكرت ورددت : هنا أيضا يحلو تذوق حلاوة الوطن والتمعن في مدي التعلق بالأهل . كأنك تشرف عليهم من بُعد بيني فتراهم بجلاء لأنك تحتاج أن تراهم وتحتاج أن تحبهم أكثر . وكنت ماضية هكذا أفكر فيهما أهلي والوطن. أدندن بأغنية أحبها و لا أمل أبدا من التأمل فيها والإعجاب ببلاغة قائلها :
نسلم على من يسلم عليا
لا اعرف مثقال الأوقية تماما ولكن يقال انها
تساوي
323
غراما , فتخيلوا " قد البحر وحجم السلام وقدر الغلا
!"
اضافة الى الثلاثين مائة . |
|
امشي متثاقلة علي لوحة الألوان الساحرة التي تفرش الطرقات من Shambaugh house إلى Iowa House Hotel حيث أقيم رفقة زملائي وزميلاتي الكتاب العالميين ببرنامج الكتابة العالمي بجامعة آيوا. كنت اتقي برد الخريف الذي يتسلل خجولا بين نوبات الحر, وادرأ عن قلبي ضعف لحظتي هذه , وكنت اردد أيضا : وطني ذكرتك والدموع نوازل
تغيير في صلب القصيدة يبرره حنيني .
أفكر في (جناننا) الصغير المكدس بنباتات
وزهور أمي الغالية المتنوعة حيث يحلو لي الجلوس علي الكرسي
الخشبي الذي طاله القدم وعتقته شمس وملوحة هواء قاريونس
البحري في مساء أول الخريف ارقب زهور صبار الليل تتفتح في
غفلة عن الجميع , زهور لليلة واحدة فقط , فخمة وبهية وحيية
لا مثيل لها في الزهور تسكت عن الحسن المباح قبل قدوم
الصباح. |
|
كنت افكر وعقلي هناك و بي شغف للحظة
(تُبحر ) في قاريونس . |
|
حين تغزو المكان رائحة البحر
ودرجات زرقة البحر واحتمالات البحر الذي اعشق
|
|
وكنت دائما اتحرق لسماع من يقول لقـــد ( أبحرت) فيغزو النسيم البحري الاتي من "قراجيم الحوت " الغرف يطرد وطأة الرطوبة ولزوجة الحر, فتنفرج الاسارير ليصبح الجلوس في الجنان متعة ممكنة . وتفوح رائحة " الشاهي والكاكاوية " ويعلو صخب الأحفاد وتمتد هدرزة الاهل الى ساعات متأخرة في الليل.
وليس ثمة بحر هنا .أنا
في وسط الغرب الأمريكي. وسط الشساعة
,وسط حقول الذرة وفول الصويا . يذكرني
المكان بالمرج والطريق اليها في
منفسحات وانبساطات الجبل الأخضر حيث
حقول القمح والشعير. وكنت قلت ذلك
فخرجت صحيفة محلية بمانشيت عريض يقول
: كاتبة ليبية تقول : تذكرني أيوا
بالوطن , درجة ضؤ الصباح ورائحة
المكان وسكينته والدعة التي يحلها في
النفس وكأني في الطريق من بنغازي شرقا
الى سهلها والجبل بفارق طراز البيوت
ونوع الغلال. |
|
بيد أن نهر Iowa
river
يمر جوار
(Iowa
House Hotel
)
ويشق الجامعة , أحيانا اعبر
احد الجسور الحديدية التي تمر
فوقه أو أخر وصولا لبعض
الكليات والمعارض والمسرح
الجامعي وورش الفنون المتنوعة
لمتابعة المناشط الثقافية
المتنوعة في المدينة التي
تعتبر جنة الكتاب ومؤئلهم. |
|
ويحلو لي أن اجلس على كرسي ضفة نهر آيوا أتأمل المكان والإوزات المتثاقلات, تنتظر بشغف أن ارمي لهن فتات الخبز والبسكويت .
|
أو اترك أشيائي
على الكرسي لأمشي
حافية على ضفة
النهر المشبعة
بالماء بحثا عن
بقعة جافة لأقرأ
كتابا عن لوركا ,
فتأتيني ثرثرة
أمينة وأيدي
وثيدا وويندي
ومانجو الجالسات
على كراسي النهر
قربي يستمتعن
بغذاء خفيف ,
وارى بطرف عيني
محاولات – منى -
القفز في النهر
فيما تصرخ بها
ماري من شباك
غرفة نادية
المطل على النهر
أن توقفي لا
تقفزي . |
|
أو استمع
إلى
عازفي
القرب
الاسكتلندية
يتدربون
في
العشيات
, يطلقون
حنينهم
الشجي
عبر
امتداد
النهر,
ابحث هنا
عن تماس
أو تناص
مع الوطن
. عن
رائحة
بحر أو
لون سماء
أو نوع
أشجار,
أو عبق
أزهار. |
|
أنا عندي
حنين .. وكان التفكير يمضي بي بين محطات حياتي , انتقل بينها , وانتقل بيني , عساني اقترب , وعساني اجلب ليبياي بجلالها .
وهاأنذا ,
في الأمكنة
وفي صيرورة
الترحال احلم
بالمكان
الوحيد الذي
تهفو إليه
الروح ولو
جلت المعمورة
. |
|
لحظتها رأيتني وما رأيتكم أحسست غيابكم عن هنا كما كنت أحسست غيابي عن هناك, رأيت غيابكم ( مكفيا )عن جواري, ورأيت غيابي (مكفيا) عن جواركم , رأيت هذا في الكرسي الذي لفت نظري في حديقة احد البيوت التي يقطنها طلبة الجامعة, تطفلت , دخلت الحديقة, وتأملته , قلت له أنت تقولني, تقول ما عجزت كلماتي عن سبره , فهذا الوسادة (المنكفئة) غيابهم عن هذا المكان , مثلها وسادتي
(
مكفية
)
هناك
,
غير
أن
وسادتهم
في
قلبي
تحفل
بهم
,
ولا
(
تنكفي
) ,
ولا
تخلو
منهم
,
ولن
تخلو
منهم
. |
|
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ |