لا تبحث عن أسماء في هذه المسرحية
لأنها غير موجودة وكل شخصية هنا تسمى باسم الدور
الذي تلعبه
يحظى الشخص (أنطوان كرباج ) بأعلى سلطة رسمية في البلاد.
قرر مرة أن ينزل
ليقابل الناس, لذلك فقد أخليت الساحة التي يبيع فيها الناس بضائعهم بأمر من
المتصرف ( نصري شمس الدين ), ووضعت لجنة برنامجاً لقدومه, كما زينت الساحة
لاستقباله.
ضمن هذا المشهد تأتي صبية (فيروز) لتبيع البندورة على عربيتها القديمة. فشلت
كل المحاولات لإبعادها هي وعربيتها. بوصول الشخص اندفعت الفتاة لترحب به,
ولتغني له أغنية شعبية مع دبكة. بعد فترة قصيرة اعتذر الشخص, وغادر بدون أن
يشارك في الغداء الاحتفالي الذي طبخ على شرفه.
اغتاظ المسؤولون من هذا الفشل, واتهموا البنت بأنها أغضبت الشخص بتصرفها غير
المسؤول.
عربيتها هي كل ما تملك, ورثتها عن أبيها المتوفى, وهي وسيلتها الوحيدة كي
تعيل إخوتها الصغار, الذين يعتمدون عليها كلياً, صودرت منها, وأخذت كرهينة من
أجل المثول أمام المحكمة بسبب سلوكها المشين.
نصحوها بتوكيل محامٍ (فليمون وهبة), لكنه رفض أن يأخذ بندورة كأتعاب, لذلك
أجبرت الفتاة أن تتقدم للمحاكمة بدون خدمات المحامي.
أهم مشهد في المسرحية هو مشهد المحاكمة, حيث يسيطر الارتباك من البداية حتى
النهاية, فقد عرضت جميع الوقائع بطريقة تدان فيها بائعة البندورة, التي حاولت
عبثاً أن تثبت براءتها. في نهاية المحاكمة, حكم على العربية بالبيع في مزاد
علني, كما منع بقية الباعة المتجولين من البيع في ساحة البلدة. بيعت العربية
بمئة ليرة, ولم تتمكن الفتاة من استردادها لأن أحداً لم يقبل أن تستدين المال
منه.
قابلت الفتاة الشخص بطريق الصدفة, بينما كان يتجول وحيداً بدون مرافقيه,
واكتشفت أنه في الحقيقة شخص بسيط, من خلال الحديث الذي جرى بينهما حول مسألة
تخصه. روت له قصتها, وصدم لما سمعه. اعترف لها أنه في الواقع أعجب بعفويتها,
وبأغنيتها التي غنتها في الساحة. وأن الهدف الحقيقي لزيارته في ذلك اليوم, هو
تشجيع حركة التجارة في ساحة البلدة.
كما أسرّ لها بمشاكله الشخصية, كشعوره بالوحدة على الرغم من أن القصر مليء
بالناس. غربته الكلية عن واقعه, الموظفين الذين يقومون على خدمته, والذين
يستغلون المناصب لتحقيق مآربهم الشخصية. الأوامر التي يصدرها, والتي تصل إلى
الناس مختلفة كلياً بانتقالها من موقع لآخر, وعدم قدرته على تغيير وضعه
المريح, لأنه خائف من أن يصاب بألم في ظهره إذا هجر عرشه المريح, وفي هذه
الحالة, سوف يكون المكان متاحاً لغيره مع مرور الزمن.
غادرها بعد أن وعدها بإصدار أمر يمكنها من استعادة عربيتها.
وقفت الفتاة مذهولة بحقيقة أن الشخص لديه مشاكل أكبر بكثير من مشاكلها, شكرت
الله, وعزّت نفسها بصغر مشكلتها.
ويبقى السؤال معلقاً, هل سينفّذ أمر الشخص باستعادة الفتاة للعربية, أم أنه
سيمسخ ويتحوّل إلى حكم آخر؟ .
|